عالم التطبيقات لا يتوقف عن مفاجأتنا، فبينما ينشغل المطورون بابتكار حلول تسهّل حياتنا، يظهر على الجانب الآخر تيار مختلف تماما يقدم تطبيقات لا تضيف شيئا للحياة اليومية سوى جرعة من الضحك والدهشة. بعض هذه التطبيقات اشتهر لأن وظيفته غير منطقية، وبعضها بسبب سعره الخيالي، ومع ذلك حققت انتشارا واسعا وجذبت مستخدمين من مختلف أنحاء العالم. في السطور التالية نأخذكم في جولة خفيفة على أبرز هذه التطبيقات.
ظهر تطبيق Yo عام 2014 كفكرة بسيطة جدا لدرجة يصعب تصديقها، إذ لم يكن يسمح بإرسال أي شيء باستثناء كلمة Yo فقط. لا رسائل، لا صور، لا رموز تعبيرية. ورغم ذلك، جذب التطبيق ملايين المستخدمين خلال فترة قصيرة، وتحول إلى حديث وسائل الإعلام باعتباره تجربة اجتماعية غريبة في عالم التواصل. الملفت أن التطبيق جذب استثمارات تجاوزت مليون دولار بالرغم من أن تطويره لم يستغرق أكثر من ساعات قليلة. نجاحه دفع مطورين آخرين لإطلاق نسخ مشابهة، مثل تطبيق Hodor المستوحى من شخصية Game of Thrones، والذي لم يفعل سوى إرسال كلمة Hodor. ومع ذلك، وجد جمهور متحمسا للفكرة، وكأن البساطة المفرطة أصبحت هي السر وراء انتشاره.
في 2008 ظهر تطبيق I Am Rich ليصدم الجميع بسعره الخيالي الذي وصل إلى 999.99 دولار. كل ما يقدمه التطبيق هو صورة جوهرة حمراء مع جملة تحفيزية بسيطة، بلا أي وظيفة إضافية أو قيمة حقيقية. ورغم وضوح عبثية الفكرة، اشترى التطبيق ثمانية أشخاص قبل أن تقرر Apple إزالته من متجرها. انتشار التطبيق أثار جدلا كبيرا حول قيمة السلع الرقمية وكيف يمكن لفكرة فارغة أن تتحول إلى رمز للتفاخر. المدهش أن أحد المشترين اشتكى من شرائه للتطبيق بالخطأ، ما فتح نقاشا عالميا عن مسؤولية المتاجر الرقمية تجاه أسعار التطبيقات وجودتها.
كما يوحي اسمه تماما، تطبيق Nothing لا يفعل أي شيء. عند فتحه تظهر شاشة فارغة تحمل كلمة Nothing دون أي خيارات أو قوائم. ورغم بساطته المفرطة، حقق التطبيق انتشارا هائلا، وتجاوز عدد تحميلاته المليون. ولزيادة الطرافة، اكتشف المستخدمون أنها تخفي مفاجأة لمن يدخل Konami Code الشهير، حيث تظهر شخصية موزة راقصة في فيديو طويل. كما أن هز الهاتف يغير خلفية التطبيق، ليعرض رسالة ساخرة تطلب من المستخدم التوقف عن هز الجهاز. الفكرة العبثية للتطبيق جعلته حديث المستخدمين الباحثين عن شيء طريف خارج إطار التطبيقات التقليدية.
من بين أغرب التطبيقات التي شهدتها المتاجر الرقمية كان iFrenchKiss، الذي زعم أنه يساعد المستخدم على تحسين مهارات التقبيل. كانت الفكرة بسيطة لكنها مثيرة للجدل، إذ يُطلب من المستخدم تقبيل شاشة الهاتف لتحليل الأداء وتقديم تقييم. ورغم الجانب الطريف في الفكرة، إلا أن التطبيق واجه هجوما واسعا بسبب مخاوف النظافة وسلامة الاستخدام، خصوصا بعدما أكدت دراسات أن شاشات الهواتف أكثر اتساخا من أماكن غير متوقعة. ورغم هذه الانتقادات، حقق التطبيق عشرات الآلاف من التحميلات قبل أن تتم إزالته نهائيا.
وسط كم كبير من التطبيقات الغريبة، جاء RunPee كحل عملي لمشكلة يعرفها كل محب للسينما: متى تذهب للحمام دون أن يفوتك مشهد مهم؟ يقدم التطبيق أفضل اللحظات المناسبة لمغادرة القاعة مع ملخص دقيق لما يحدث أثناء غيابك. هذا المفهوم البسيط، لكنه عملي للغاية، جعل التطبيق يحظى بانتشار واسع بين رواد السينما الذين وجدوا فيه حلا سلسا لمشكلة يومية. ومع أن الفكرة بعيدة تماما عن العبثية التي تميز التطبيقات السابقة، إلا أنها أكدت أن المتاجر الرقمية قادرة على استضافة كل شيء، من الأكثر فائدة إلى الأكثر غرابة.