أدرج دليل "لونلي بلانيت" مدينة بريستول ضمن قائمة أبرز الوجهات السياحية لعام 2026 مسلّطاً الضوء على المشهد الفنيّ المتنوع والثري للمدينة. وتعتبر بريستول، الواقعة جنوبي غرب إنجلترا، معرضاً فنياً مفتوحاً يزخر بالجداريات زاهية الألوان والمتاحف المعاصرة والتجارب الإبداعية التفاعلية. ويمكن لزوار المدينة تتبع أعمال بانكسي في الشوارع، أو مشاهدة لوحات المناظر الطبيعية لجوزيف مالورد ويليام ترنر أو خوض تجربة الرسم برش الألوان، فالفن في بريستول متاحٌ للتجربة وليس المشاهدة فحسب.
تتبع الجداريات النابضة بالألوان: فن الشارع في بريستول
رغم أن جداريات بانكسي المرسومة بطريقة الرش على القوالب المفرغة ساهمت في تكريس مكانة بريستول خارطة الفن العالمية، إلا أن شوارع المدينة غنية بكنوز فنية أخرى أكثر تنوعاً. تتيح جولة مشاهدة أعمال بانكسي للزوار تتبع بداياته الفنية واستكشاف الأحياء التي استلهم منها إبداعاته. كما يمكنهم زيارة حي بيدمنستر، حيث يستمتعون بمشاهدة الأعمال الإبداعية المتجددة لأفضل رسامي الجرافيتي وفناني الشارع من بريستول والمملكة المتحدة ومن أنحاء العالم في معرض أب فيست. يزخر المعرض، الذي يُعد الفعالية الأطول على الإطلاق للفن الحضري في بريطانيا، بلوحات لوجوه مرسومة بدقة وإتقان ولوحات لكائنات سريالية خيالية ولوحات تجريدية عملاقة. أما للزوار الراغبين في الاستكشاف بوتيرتهم الخاصة، تتيح جولة فن الشارع "فيزيت بريستول" طريقة مثالية لاكتشاف الأعمال الفنية في كل زاوية من المدينة، من الشوارع الضيقة لحي ستوكس كروفت إلى الجداريات النابضة بالألوان التي تزين أرجاء المرفأ.
لقاء الفن بالابتكار: من معرض كوزموس إلى متحف الطيران
تُبرز متاحف بريستول المشهد الثقافي الثري للمدينة. ففي متحف "إم شيد"، الواقع في مبنى مُطل على المرفأ يعود إلى خمسينيات القرن الماضي، حيث كان يُستخدَم كمخزن مؤقت، تأخذ الجولات الداخلية الزوار إلى ما وراء الكواليس لاستكشاف مختبرات الترميم والمجموعات التي تروي مسيرة تحول بريستول من مدينة صناعية إلى مركزٍ للإبداع. وعلى مقربة منه، يحتضن متحف ومعرض فنون بريستول أكثر من مليوني قطعة فنية، تتنوع ما بين أعمال فن الأرض المعاصر والصور الفوتوغرافية. يستضيف المتحف حالياً معرض "الأمير بين الصخور: ج. م. و. تيرنر ووادي آفون" (الذي يستمر حتى 11 يناير 2026)، احتفالاً بالذكرى الـ 250 لميلاد الرسام البريطاني الشهير ترنر. كما يمكن للزوار التعرف إلى مزيدٍ من الأعمال الإبداعية الرائدة في "سبايك آيلاند"، المركز العالمي للفنون والتصميم الذي يحتضنه مبنى كان مصنعاً للشاي سابقاً. يوفر المركز لزواره برنامجاً متنوعاً يشمل معارض وفعاليات كبرى وإقامات فنية، من بينها معرض "فيدباك" (من 31 يناير إلى 3 مايو 2026)، وهو أكبر معرض فردي للفنانة والمخرجة ومنسقة الأغاني البريطانية النيجيرية أولوكيمي ليجادو.
تُعتَبَر الأكاديمية الملكية لغرب إنجلترا (RWA)، التي تأسست عام 1844، مركزاً زاخراً بالأعمال الإبداعية للفن المعاصر، وتتألف من خمس صالات عرض تضم معارض لأحدث إبداعات الفن البصري. ويتيح معرض "كوزموس: فن مراقبة الفضاء" (الذي سيُقام خلال الفترة من 24 يناير إلى 19 أبريل 2026) للزوار استكشاف أعمال كبار الفنانين، مثل ينكا شونيباري وكريستوفر لي برون، المستوحاة من سماء الليل. كما تستضيف الأكاديمية خلال ربيع 2026 معرض "دانس آوت" (من 9 مايو إلى 9 أغسطس 2026)، الذي يمزج بين الفنون البصرية والأداء الحيّ، حيث تُعرض أعمال نادرة لفنانين مثل دينزل فورستر وبول داش وكريستينا كيميزاي. ويمكن للزوار أيضاً إطلاق العنان لإبداعهم من خلال الاشتراك في دروس الرسم الجديدة المستوحاة من لوحات والتر كرين الجدارية الزخرفية الجريئة "Lunettes”.
كما يتيح "متحف الفضاء والطيران" في بريستول للزوار استكشاف عالم مسلسل "رايڤلز" الشهير للكاتبة البريطانية جيلي كوبر، حيث كان المتحف موقعاً لتصوير المشاهد الافتتاحية منه. يعرض المتحف، الذي يضم آخر طائرة "كونكورد" حلّقت في السماء، إنجازات بريطانيا الرائدة في تصميم الطائرات وتاريخ الطيران المذهل. وفي قاعة "بريستول بيكون" التي تحوّلت مؤخراً إلى مركز ثقافي مستدام يضم مساحات متعددة لعروض الأداء، يمكن للزوار استكشاف العلاقة بين الصوت والفن البصري عبر الأعمال التركيبية والمنسوجات والمنحوتات، ما يُضفي بُعداً متعدد الحواس للحفلات الموسيقية.
الفن التفاعلي: تجربة غامرة في قلب بريستول
لا يقتصر الفن في بريستول على المشاهدة فحسب، حيث يمكن للزوار الانخراط فيه بأنفسهم من خلال تعلم أساسيات الجرافيتي والرشّ بالألوان تحت إشراف فنانين محليين في ورشة "غرافت وورك شوب" وتصميم توقيعهم الفني الخاص والتعرف إلى قصص الحركة الإبداعية في المدينة. كما يُقدّم مركز "وي ذا كوريَس" تجربة الحياة في عالم ثلاثي الأبعاد (حتى 10 مايو 2026)، التي تجمع بين الأداء الحيّ والإسقاطات البصرية لتأخذ الزائر في رحلة مدتها 30 دقيقة عبر النظام الشمسي. بالإضافة إلى ذلك، تصطحب تجربة "ويك ذا تايغر"، أكبر تجربة فنية تفاعلية في المملكة المتحدة، الزوار الراغبين في خوض مغامرة مميزة في رحلة خيالية فريدة عبر أكثر من 40 عالماً من عوالم الخيال، من الغابات الغامضة إلى المدن السريالية، ليكتشف الزوار خلالها قصصاً خفية وألغازاً مشوّقة.
بريستول وما بعدها: مغامرات ركوب الأمواج واستكشاف الكهوف والطبيعة الريفية
ولا يتوقف الإبداع عند حدود مدينة بريستول، إذ يمكن للزوار الاستمتاع بمزيج من التجارب التي تجمع بين المغامرة والخيال والتعلم والطعام الشهي على مقربةٍ من المدينة. ففي ضاحية بريستول الشمالية، تتيح "ذا ويف"، بحيرة ركوب الأمواج الصناعية التي تعمل بأحدث التقنيات، للزوار ركوب أمواج ثابتة مثالية للتزلج على الماء، إلى جانب جلسات اليوغا التي تساعد على الاسترخاء وتجربة الساونا في الهواء الطلق قبل العودة مجدداً إلى الماء. كما يمكنهم الاستمتاع بمغامرة ليلية مع التخييم الفاخر تحت ضوء النجوم.
على بُعد نحو 32 كيلومتراً جنوب بريستول، يمكن للزوار الاستمتاع بجمال الطبيعة في "كهوف ووكي هول"، سلسلة كهوف الحجر الجيري المليئة بالغموض والحكايات الأسطورية، بما في ذلك حكايات ساحرة ووكي هول الشهيرة. تحوّل الموقع إلى وجهة سياحية متكاملة تضم ملعباً مصغراً للجولف وصالة ألعاب كلاسيكية ومتحفاً صغيراً. كما تقدم تجربة "وايلد ووكي" لعشاق المغامرات جولات لتسلّق واستكشاف الممرات الصخرية الخفية في أعماق الكهوف.
يُعَد "ذا نيوت" في سومرست وجهةً مثالية للزوار الباحثين عن ملاذٍ ريفي هادئ. يضم البناء، الذي يستخدم كفندق حالياً، حدائق مصمّمة بعناية وممرات وسط الغابات وحدائق فاكهة تضم أكثر من 70 نوعاً من التفاح. ويولي "ذا نيوت" اهتماماً كبيراً بالبستنة والتراث الإنجليزي والعناية بالصحة، ويشمل أبرز الفعاليات الموسمية ومهرجانات تفتّح الأزهار واحتفالات الحصاد وورش عمل البستنة ومسارات الأضواء في الشتاء، ما يجعله وجهة سياحية نابضة بالحياة على مدار العام. كما تتيح رحلات "جريت جاردن إسكيب" النهارية نقل الزوار بالقطار من حي بادينغتون في لندن، مع جولاتٍ في أرجاء العقار وتجارب موسمية وتذوّقٍ للطعام المحلي. وعلى مسافة قريبة، تفتح شركة "يو فالي أورغانيك" أبواب مزرعتها أمام الزوّار للتعرّف إلى أساليب الزراعة المستدامة والمشاركة في عروض الطهي ودروس الرسم والتجول في أرجاء المزرعة. ويمكن للراغبين في الاستمتاع بتجربة غامرة وسط المناظر الطبيعية الغنّاء لتلال منديب حجز إقامة في أحد الحظائر الثلاث التي تحولت إلى منازل ريفية مريحة تستوعب من شخصين إلى عشرة أشخاص.
M283 ارابيا، المنصة المثالية لمتابعة مختلف الاخبار في مجالات الأزياء، السفر، واللايف ستايل بشكل عام. تقدم لكم أحدث الأخبار والمستجدات من عالم الرفاهية والجمال.