في المرتفعات، تتحول الطائف إلى مدينة بروح صيفية منعشة. صباحات عليلة تفوح منها رائحة الورود التي اشتهرت بها المدينة عالميًا، حيث تنتشر المزارع التي تُنتج الزيوت والعطور. يمكن للزوار الاستمتاع برحلة عبر التلفريك فوق جبل الهدا، أو جولة في مصانع الورد، وحتى شرب الشاي في المقاهي وسط الحدائق. أما العائلات، فلها نصيب كبير مع مزارع الفراولة ومسارات المشي التي تضفي أجواءً مرحة وخفيفة.

في الجنوب، تكشف الباحة عن أحد أجمل أسرار السعودية الطبيعية. القلاع القديمة مثل قصر الملد تحكي قصصًا من قرون مضت، فيما تتدفق الشلالات مثل الحمضة وسط أجواء أشبه بالغابات الاستوائية. لمحبي التخييم، غابة رغدان تمنح تجربة لا تُنسى بين الضباب وأصوات الطبيعة. كما أن سوق بلجرشي التراثي يضيف لمسة محلية أصيلة، تعرض فيه الحرف والألوان والنكهات التي تعكس روح المنطقة.

عسير تقدم معادلة فريدة: جبال وعرة مناسبة لهواة المغامرة، وقرى تاريخية تبدو وكأنها خارج الزمن. يمكن للرياضيين الانضمام إلى رحلات مشي منظمة مع Husaak Adventures، بينما يجد عشاق الثقافة ضالتهم في قصور آل أبو سراح أو شارع الفن الملون في أبها. أما الجوهرة الأبرز فهي قرية رجال ألمع المسجلة ضمن التراث العالمي في اليونسكو، ببيوتها الحجرية المزخرفة التي تستحق أن تخلّد في الصور.

ما بين المهرجانات والأنشطة الخارجية، يجد أفراد العائلة ما يناسبهم جميعًا. موسم الطائف وحده يجمع بين الحفلات الموسيقية وعربات الطعام والعروض المفتوحة تحت سماء معتدلة. الأطفال يستمتعون بمواقع مميزة مثل البيت المقلوب، بينما يمكن للآباء المشاركة في ورش الطهي أو زيارة الأسواق الشعبية. إضافة إلى ذلك، توفر الحدائق والبحيرات أماكن مثالية للتنزه وقضاء وقت ممتع للعائلة بأكملها.

لأنها ببساطة تكسر النمط المعتاد. بدلًا من الوجهات المزدحمة التي اعتدنا عليها، تقدم السعودية وديان الورد، وغابات يغمرها الضباب، وقرى تراثية تحاكي كتب التاريخ. ومع توفر باقات سفر تشمل الطيران والإقامة والجولات، أصبح التخطيط أسهل من أي وقت مضى. هذا الصيف، لن تكون السعودية مجرد وجهة عابرة، بل تجربة متكاملة تنتظر من يخوضها.