كرة القدم مليئة بالنجوم، لكن قلة قليلة منهم استطاعت أن تتجاوز خط الملاعب وتدخل عالم المليارات. وبينما يكسب الكثير من اللاعبين الملايين، لم ينجح سوى اثنين فقط في الوصول إلى رقم فلكي تجاوز المليار دولار من عرقهم وجهدهم، دون وراثة أو أعمال تجارية خارجية. إنهما كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي، نجمان لم يكتفيا بتحطيم الأرقام في الملاعب، بل كسرا الحواجز في عالم المال وصنعا ثروات ضخمة تعتمد بالكامل على مشوارهما الرياضي.
في يونيو 2020، أصبح كريستيانو رونالدو أول لاعب كرة قدم في التاريخ يجني أكثر من مليار دولار من مسيرته الكروية فقط. لم يكن الطريق سهلاً، لكن رونالدو أتقن اللعبة داخل وخارج الملعب. فعقوده مع الأندية الكبرى مثل مانشستر يونايتد وريال مدريد ويوفنتوس ثم النصر السعودي كانت دائمًا من الأعلى في السوق.
إلى جانب ذلك، عرف كيف يوسع نفوذه من خلال صفقات الرعاية العالمية مع علامات تجارية ضخمة، وأطلق علامته التجارية CR7 التي تشمل الملابس والعطور والفنادق. هذا التنوع في مصادر الدخل مع الحضور الإعلامي القوي جعله حالة فريدة في عالم الرياضة.
بعد ثلاثة أشهر فقط من رونالدو، وتحديدًا في سبتمبر 2020، دخل ليونيل ميسي نادي المليار دولار. المدهش أن ميسي حقق ذلك رغم كونه بعيدًا عن الأضواء الإعلامية مقارنة برونالدو. لكن ما صنع الفارق هو العقود التاريخية التي وقّعها مع نادي برشلونة، والتي كانت الأعلى أجرًا في عالم الرياضة على مدار سنوات.
كما أن ميسي ارتبط بعقود رعاية مع شركات ضخمة مثل Adidas وPepsi، إلى جانب دخوله مؤخرًا عالم استثمارات كرة القدم الأمريكية من خلال نادي إنتر ميامي. مسيرته الحافلة بالبطولات والأرقام القياسية جعلته علامة تسويقية بحد ذاته، حتى وإن كان حضوره الإعلامي هادئًا.
نعم، رونالدو وميسي هما اللاعبان الوحيدان في تاريخ كرة القدم اللذان حققا مليار دولار من مشوارهما الرياضي فقط، دون الحاجة إلى إرث عائلي أو استثمارات جانبية كبرى خارجة عن مسارهم الكروي. هذه الثروة لم تأتِ من بطولة واحدة أو موسم استثنائي، بل من مسيرة طويلة امتدت لأكثر من 15 عامًا من العطاء والانضباط والذكاء في إدارة عقودهم وعلاقاتهم التجارية.
في الوقت الذي تتنوع فيه مصادر دخل أغلب اللاعبين بين استثمارات ومشاريع خارجية، حافظ هذان النجمان على تركيزهما داخل المستطيل الأخضر، وجعلا من نجاحهما الرياضي بوابة إلى ثروة مستحقة.