منذ صافرة البداية، بدا واضحاً أن ريال مدريد جاء ليختبر قوته الهجومية، وليس فقط لخوض لقاء ودي. المدافع إيدير ميليتاو افتتح التسجيل برأسية متقنة اخترقت شباك الحارس النمساوي، معلناً عن بداية قوية للفريق الملكي. ولم تمضِ دقائق حتى أضاف النجم كيليان مبابي الهدف الثاني بطريقة مباغتة بعد لمسة أولى متقنة وتسديدة سريعة أربكت دفاع الخصم. ومع نهاية الشوط الأول، كانت النتيجة 2-0، وسط أداء مريح وثقة عالية من لاعبي ريال مدريد.

في النصف الثاني من المباراة، واصل مبابي تألقه، مضيفاً هدفه الشخصي الثاني بعد انطلاقة سريعة وحسم رائع أمام المرمى. لكن اللحظة الأجمل جاءت عندما تعاون مبابي مع رودريغو في هجمة خاطفة أنهاها الأخير بتسديدة مثالية، لتكون الهدف الأجمل في اللقاء. هذا الأداء لم يكن مجرد انتصار ودي، بل رسالة واضحة بأن الخط الهجومي لريال مدريد أصبح أكثر تنوعاً وخطورة مع قدوم الصفقات الجديدة.

الجماهير كانت تترقب بشكل خاص مشاركة الثنائي الجديد ألفارو كارّيراس وترينت ألكسندر أرنولد، وكلاهما أظهر لمحات من الجودة والانسجام مع أسلوب لعب الفريق. كارّيراس قدم لمسات دفاعية وهجومية متوازنة، بينما أضاف أرنولد خيارات واسعة في بناء اللعب من الأطراف بفضل تمريراته الدقيقة. حتى وإن لم يسجلوا، فإن وجودهم أضاف بعداً جديداً للملعب، ما ينبئ بموسم حافل بالتجديد والتطور.

انتهت المباراة بفوز ريال مدريد 4-0، وهو انتصار معنوي مهم قبل مواجهة أوساسونا في بداية الدوري الإسباني. النتيجة لم تكن مجرد أرقام على لوحة النتائج، بل كانت عرضاً لقدرات الفريق واستعداده الذهني والبدني للموسم. الانسجام الواضح بين اللاعبين، إضافة إلى التألق الفردي للنجوم، يعكس أن الفريق في طريقه لدخول المنافسات الرسمية بثقة وجاهزية عالية.