في خطوة غير مسبوقة على مستوى المنطقة، افتتحت دبي أول ملعب احترافي لرياضة البيسبول، ليشكل بذلك علامة فارقة في تاريخ اللعبة داخل العالم العربي وجنوب آسيا. لم تكن الفكرة مجرد مشروع رياضي، بل كانت إعلانًا واضحًا بأن المدينة مستعدة لتوسيع نطاق رياضاتها لتشمل رياضات لم تكن مألوفة في منطقتنا من قبل.
هذا المشروع لم يكن مجرد بنية تحتية؛ بل رؤية متكاملة لنقل البيسبول إلى جمهور جديد. والنتيجة؟ ملعب مصمم بمعايير عالمية، داخل منشأة "ذا سيفنز" الترفيهية على طريق العين، مجهز لاستقبال آلاف المشجعين ومواكب للتطور التكنولوجي الحديث.
الملعب الجديد حمل اسم "Baseball United Ballpark" بشكل مبدئي، وتم بناؤه ليحتضن حتى 6500 متفرج، مع مقاعد مرنة يمكن تحريكها بحسب نوع الحدث.
ما يميّز الملعب فعلاً هو تصميمه الذي استوحى أبعاده من ملعب "Yankee Stadium" الشهير، موطن فريق نيويورك يانكيز، أحد أعرق الفرق في تاريخ البيسبول. تم تحديد المسافات بين القواعد لتكون 318 قدمًا من الجهة اليسرى، و314 قدمًا من الجهة اليمنى، و408 أقدام في المنتصف، ما يخلق توازنًا حقيقيًا بين الأسلوب الأمريكي التقليدي ومتطلبات اللعب الحديث.
بما أن الأجواء في دبي حارة على مدار العام، تم تزويد أرضية الملعب بعشب صناعي مزدوج الألياف قادر على تحمل درجات الحرارة العالية، مما يضمن أداءً ثابتًا دون الحاجة لصيانة مفرطة.
أما الإضاءة، فقد تم رفع مستواها إلى معايير غير مسبوقة في المنطقة، باستخدام نظام LED يولد أكثر من 15 مليون لومن موزعة على 8 أبراج إضاءة و94 وحدة، تتيح رؤية واضحة للكرة أثناء اللعب، حتى في أحلك ظروف الإضاءة. كما جرى الدمج بين لوحات تقليدية للتسجيل وجدران عرض رقمية لخلق تجربة جماهيرية نابضة بالحياة.
الملعب لم يكن مجرد موقع للعب، بل نقطة انطلاق لحقبة جديدة من البيسبول في الشرق الأوسط وجنوب آسيا. فقد أعلنت منظمة Baseball United عن تنظيم ثلاث بطولات كبرى في دبي، كانت البداية منها بطولة "Arab Classic" التي ضمت فرقًا من الإمارات والهند وباكستان وبنغلاديش والسعودية وأفغانستان ونيبال.
كما شملت الخطة تنظيم بطولة أخرى في فبراير تضم نجوما سابقين من دوري البيسبول الأمريكي، إلى جانب مواهب محلية صاعدة، وذلك تمهيدًا لإطلاق موسم دوري احترافي كامل، مما يرسخ دبي كمركز جديد للبيسبول في المنطقة.
الملعب حمل في داخله رؤية واضحة لرئيس منظمة Baseball United، كاش شيخ، الذي أكد أن الهدف كان إيجاد مقر دائم للعبة في المنطقة، مكان يليق بتاريخ البيسبول ويفتح الباب لجيل جديد من الجماهير واللاعبين.
الملعب نفسه يحمل اسم لاعب البيسبول الشهير Barry Larkin، الذي كان أحد المؤسسين للمشروع، وهو ما يعكس حجم الشخصيات الرياضية العالمية التي آمنت بهذه الخطوة.
افتتاح الملعب لم يكن مجرد إضافة جديدة لقائمة المنشآت الرياضية في دبي، بل كان بوابة لمستقبل جديد من الرياضات غير التقليدية في المنطقة.
في وقت تحاول فيه دول عدة تنويع مشهدها الرياضي، أثبتت دبي مرة أخرى قدرتها على السبق وتبنّي الأفكار الطموحة، وتحويلها إلى واقع ملموس. وبفضل هذا الملعب، قد نشهد في السنوات المقبلة جيلًا جديدًا من محبي وممارسي البيسبول في الخليج.