تعيش صناعة الساعات الفاخرة هذا العام لحظة مختلفة مع عودة اسم بريغيه الى الواجهة بعد فوزها بجائزة Aiguille d’Or في حفل جنيف لصناعة الساعات الراقية GPHG للمرة الاولى منذ اكثر من عشر سنوات. ورغم ان العلامة تُعد احد اعمدة تاريخ صناعة الساعات، فان هذا الفوز تحديدًا يثير اهتمام عشاق الساعات والجامعين حول العالم، لانه يعكس تحولًا واضحًا في هوية العلامة واستراتيجيتها. في هذا المقال نستعرض ما وراء الفوز من زوايا مختلفة، ونقدم صورة واضحة لمن يفكر في اقتناء ساعة فاخرة لها قيمة ومعنى.
ساعة Classique Souscription ليست مجرد قطعة جديدة، بل رمز لعودة بريغيه الى جذورها الراقية. تصميم الساعة يجمع بين البساطة الراقية واللمسات التاريخية التي اشتهرت بها الدار، مما جعلها خيارًا قويًا للتتويج. فوزها يعكس توجه العلامة نحو التركيز على الجمال الكلاسيكي بدل السباق غير المنتهي خلف الابتكارات المبالغ فيها. وهذا ما يبحث عنه الكثير من الرجال في المنطقة اليوم: ساعة تليق بالمناسبات الرسمية وتحمل قيمة تاريخية حقيقية، وليست مجرد قطعة لافتة للانظار بلا معنى.
هذه الجائزة تُعد اعلى وسام في عالم الساعات، وتمنح فقط للقطعة التي تجمع بين دقة الصناعة وروح الابتكار والهوية القوية. بريغيه فازت بها آخر مرة في عام 2014، ما جعل تتويج 2025 بمثابة اعلان رسمي عن عودة الدار الى الصف الاول في الصناعة. هذه اللحظة ليست مجرد لقب، بل شهادة تؤكد ان العلامة استطاعت اعادة اكتشاف نفسها بعد سنوات من الهدوء، وهو ما يعيد ثقة الجامعين ويجذب جيلًا جديدًا من عشاق الساعات الفاخرة.
منذ انضمام Gregory Kissling الى قيادة بريغيه، بدأت العلامة في توجيه دفتها نحو مسار اكثر وضوحًا. التركيز على ارث الدار مع تقديم تحديثات ذكية في الحجم والتصميم جعل الكثير من المهتمين يلاحظون تغييرًا حقيقيًا. اطلاق مجموعة من الاصدارات الشهرية ساعد في اعادة لفت الانظار الى العلامة، مما صنع موجة حماس بين الجامعين حول العالم. يمكن القول ان الفوز الاخير لم يكن صدفة، بل ثمرة استراتيجية تهدف الى اعادة وضع بريغيه في المكانة التي تستحقها.
التحدي الاكبر امام بريغيه كان الحفاظ على هوية تصميمها الكلاسيكي مع تقديم اضافات تجعل القطعة مناسبة للرجل العصري. الحل جاء عبر تحديثات محسوبة: احجام اصغر، خيارات الوان جديدة، واهتمام اكبر بالبساطة الراقية. هذا التوازن جعل القطع تبدو معاصرة من دون فقدان الروح التاريخية التي يبحث عنها هواة الساعات الراقية. الكثير من الخبراء يرون ان هذا المسار قد يكون مفتاح عودة العلامة الى المنافسة مع دور مثل Patek Philippe وVacheron Constantin.
جيل الشباب اصبح اكثر وعيًا بقيمة الصناعة اليدوية والحرفية الدقيقة، وهو ما اعاد الاهتمام بالعلامات التقليدية. بريغيه، بفوزها، ترسل رسالة واضحة: ان الساعات الكلاسيكية ما زالت تمتلك مكانتها، وان الجودة الحقيقية تتغلب على الضجيج التسويقي. اذا كانت العلامة ستستثمر هذا الفوز في التواصل مع الجمهور الجديد من خلال المحتوى البصري والقصص المستوحاة من ارثها، فمن المتوقع ان تستعيد جزءًا كبيرًا من السوق وتحقق نهضة جديدة في السنوات القادمة.