في خطوة جديدة تؤكد حضور المملكة العربية السعودية المتصاعد في المشهد السينمائي العالمي، شاركت هيئة الأفلام السعودية في مهرجان مالمو للسينما العربية بالسويد، إلى جانب جولة فنية امتدت عبر مدن اسكندنافية عدة. مبادرة تهدف إلى تعريف الجمهور الاوروبي بوجه جديد للسينما السعودية يعكس التطور الثقافي والإبداعي الذي تشهده المملكة في السنوات الأخيرة.
من خلال مشاركتها في مهرجان مالمو للسينما العربية الذي أقيم من 29 أبريل إلى 5 مايو، أكدت هيئة الأفلام السعودية التزامها بتعزيز مكانة السينما الوطنية على الساحة العالمية. الحدث شكل منصة مميزة للتواصل مع صناع السينما من مختلف الدول، وفتح الباب أمام عروض سعودية نالت إعجاب النقاد والجمهور على حد سواء. المهرجان أتاح فرصة مثالية لعرض أفلام تمثل هوية المجتمع السعودي وقصصه الواقعية التي تعبّر عن روح التغيير والانفتاح الثقافي الذي تشهده البلاد اليوم.
ضمن المبادرة، أطلقت هيئة الأفلام فعالية بعنوان Arabian Nights، وهي جولة فنية امتدت بين 27 أبريل و8 مايو عبر سبع مدن في ثلاث دول اسكندنافية. تضمنت الفعالية عروضًا مختارة لأفلام سعودية عكست تنوع التجارب والرؤى الفنية للمخرجين الشباب في المملكة. بعد كل عرض، أُقيمت جلسات حوارية بين الجمهور وصناع الأفلام السعوديين، ما أتاح تبادلًا ثقافيًا غنيًا ونقاشًا مفتوحًا حول محتوى السينما السعودية وتطورها السريع خلال فترة قصيرة. كانت الأجواء مليئة بالحماس والفضول من الجمهور الأوروبي الذي بدأ يكتشف وجهًا مختلفًا للثقافة العربية من خلال عدسة سعودية حديثة.
تهدف الجولة إلى تقديم الأصوات السينمائية السعودية لجمهور دولي واسع، وتعزيز التقدير العالمي للمواهب المحلية. فخلال السنوات الأخيرة، شهدت المملكة طفرة في الإنتاج السينمائي ودعم المبدعين عبر برامج ومهرجانات متخصصة، ما جعلها وجهة واعدة في مجال صناعة الأفلام. المبادرة في الدول الاسكندنافية ليست مجرد عروض ترفيهية، بل خطوة استراتيجية لتعريف العالم برؤية المملكة في الاستثمار الثقافي والفني ضمن إطار “رؤية 2030” التي تضع الإبداع والسينما في صميم التطور الثقافي والاقتصادي.
أصبحت السينما السعودية اليوم لغة فنية تعكس التغيير الاجتماعي والانفتاح الثقافي الذي تعيشه البلاد. من خلال مهرجان مالمو والجولة الأوروبية، استطاعت المملكة أن تقدّم نفسها للعالم بطريقة جديدة: شابة، جريئة، ومليئة بالطموح. الحضور السعودي في هذه المحافل يؤكد أن المملكة لم تعد تكتفي بالمشاهدة، بل أصبحت لاعبًا مؤثرًا في المشهد السينمائي الدولي، قادرة على إنتاج أعمال تنافس وتلهم في آن واحد.
من مالمو إلى عواصم اسكندنافيا، حملت هيئة الأفلام السعودية رسالة فنية عنوانها “السينما لغة تجمعنا”. مبادرة لا تقتصر على العروض فحسب، بل تعكس رحلة وطن يسعى لإيصال صوته للعالم عبر شاشة تحمل حكاياته، أحلامه، وهويته الثقافية المتجددة.