تقدّم مسقط تجربة ثقافية مختلفة عبر معرض جديد يفتح آفاقًا أوسع لفهم العلاقات الحضارية بين الشرق والغرب. يجمع المعرض بين التاريخ والفن والدبلوماسية في إطار هادئ ومتزن، ويقدّم للزائر تجربة لايف ستايل ثقافية راقية تبتعد عن الطابع الاستعراضي، وتناسب الرجل العربي الباحث عن عمق معرفي وتواصل حضاري حقيقي.
يعرض المتحف الوطني هذا الحدث بوصفه امتدادًا لمسار تعاون ثقافي مستمر بين سلطنة عُمان وروسيا، وليس كمناسبة عابرة. يعكس تنظيم الافتتاح برعاية رسمية قيمة الحدث المؤسسية والعلمية، ويؤكد حضور الثقافة كعنصر أساسي في العلاقات الدولية. يستند المعرض إلى تجارب سابقة ناجحة في التبادل المتحفي، ما يمنحه مصداقية وعمقًا، ويجعل من المتحف مساحة للحوار الحضاري لا مجرد صالة عرض.
يضم المعرض أكثر من ثمانين قطعة نادرة ذات قيمة تاريخية وفنية عالية، ويُعرض عدد كبير منها خارج روسيا للمرة الأولى. تكشف هذه المقتنيات أسلحة ودروعًا وزخارف وأعمالًا فنية كانت محفوظة لقرون داخل خزائن السيادة الروسية. يضيف خروج هذه القطع إلى مسقط بُعدًا جديدًا للتجربة، حيث تتحول من رموز مغلقة داخل جدران الكرملين إلى شواهد حية على تاريخ طويل من التفاعل الثقافي بين روسيا والشرق.
يسلط المعرض الضوء على التأثير العميق للفنون الشرقية في صياغة المجوهرات والأسلحة ومظاهر البلاط الروسي خلال القرنين السادس عشر والسابع عشر. تعكس القطع المعروضة أساليب زخرفية وخامات استلهمت روحها من الحِرَف الشرقية، ما يؤكد أن التبادل الثقافي سبق الدبلوماسية الحديثة بزمن طويل. يبرز المعرض كذلك الدور التاريخي للُّبان العُماني الذي وصل إلى روسيا، ليشكّل رابطًا ثقافيًا وحسيًا يعمّق فهم هذا التأثير المتبادل.
يأتي المعرض ضمن إطار مهرجان ثقافي دولي يحتفي بالفنون والحوار، ما يمنحه بعدًا معاصرًا يتجاوز العرض المتحفي التقليدي. يعزّز هذا السياق مفهوم الدبلوماسية الثقافية، ويؤكد دور المتاحف كجسور للتواصل بين الشعوب. يتيح استمرار المعرض حتى ربيع 2026 فرصة واسعة للزوار لاختبار تجربة ثقافية متزنة تقوم على العمق والهدوء، وتخاطب الرجل العربي الباحث عن معرفة أصيلة وتفاعل حضاري بعيدًا عن الضجيج.