رغم الترقب الكبير الذي صاحب الإعلان عن مسلسل Alien: Earth على منصة Hulu، إلا أن الانطباع الأول بعد عرض الحلقتين الافتتاحيتين جاء متباينًا. العمل الذي يحمل توقيع Noah Hawley، مبتكر Fargo وLegion، قدّم صورًا بصرية قوية تعكس روح السلسلة الأصلية، لكنه في المقابل وقع في فخ سيناريو مرتبك وخيارات درامية مثيرة للجدل.
من اللحظة الأولى، يظهر الاهتمام الكبير بالإنتاج البصري من حيث تصميم السفن، والمؤثرات الخاصة، والملابس التي أعادت أجواء فيلم Alien الأصلي. جمالية "الكاسيت فيوتشرزم" المميزة لعالم السلسلة حضرت بوضوح لتضفي على المشاهد إحساسًا بالحنين إلى السبعينات والثمانينات. لكن النص لم يواكب هذا المستوى، إذ بدت بعض الأحداث مبعثرة وغير مترابطة، وكأن المشاهد مضطر لملء الفراغات بنفسه مستندًا على معرفته السابقة بالسلسلة.
المسلسل افتتح بحبكتين منفصلتين: الأولى عن سفينة فضاء تحمل عينات خطيرة إلى الأرض في قرار يفتقد المنطق، والثانية عن فتاة مريضة تتحول إلى جسد صناعي على جزيرة مملوكة لرجل أعمال نافذ. ورغم أن التداخل بين الخطين جاء سريعًا في الحلقة الثانية، إلا أن الانتقال بدا مرتبكًا، وخلق فجوة في تماسك الأحداث جعل بعض الشخصيات تبدو سطحية أو بلا دوافع واضحة.
من أكثر النقاط التي أثارت الجدل إدخال إشارات مباشرة إلى Peter Pan وIce Age. هذه العناصر بدت غريبة ومربكة في عالم يفترض أنه مظلم وجاد، لتكسر الإحساس بالانغماس في أجواء Alien. الربط مع "الأولاد الضائعين" بدا سطحيًا ولا يخدم السرد، كما أن الإشارات لأفلام كرتونية معروفة بدت في غير مكانها، وأخرجت المشاهد من عالم المسلسل إلى واقعنا المعاصر.
المسلسل برع في خلق أجواء مشحونة بالخوف داخل السفينة المظلمة والممرات الضيقة، حيث يترصد الخطر في كل زاوية. لكن في المقابل، بعض القرارات الساذجة للشخصيات، مثل إرسال عدد قليل من الجنود لمواجهة كارثة ضخمة، أفقدت المشاهد الإحساس بالواقعية. هذا التناقض جعل الإثارة غير مكتملة وأضعف تفاعل الجمهور مع المواقف المصيرية.
Alien: Earth يملك عناصر قوة واضحة من حيث الصورة والأجواء، لكنه يحتاج إلى نص أكثر إحكامًا وشخصيات أعمق ليقنع المشاهد. حتى الآن، لم ينجح في تقديم أبطال يمكن الارتباط بهم عاطفيًا أو تشجيعهم وسط الأخطار. التوقعات ما زالت قائمة بأن الحلقات القادمة قد تعيد التوازن، لكن الانطلاقة توحي بعمل غير متماسك، يتأرجح بين طموح بصري كبير وسرد ضعيف.