في عالم الترفيه الرقمي، نادرا ما يخرج مشروع لعبة فيديو ليخطف الأضواء من عناوين الأفلام والمسلسلات. لكن عندما نتحدث عن سلسلة GTA، فإن الأمر يتغير تماماً. فهذه اللعبة لم تعد مجرد تسلية مسائية، بل أصبحت ظاهرة ثقافية واقتصادية تثير اهتمام اللاعبين والمحللين وحتى المستثمرين. ومع اقتراب موعد إطلاق GTA 6، بدأت الأرقام تتطاير في التوقعات، ومعها ارتفعت حرارة الانتظار. سعر صادم، ميزانية إنتاج هائلة، وتوقعات بعائدات تاريخية قد تجعل منها أضخم لعبة ربحًا في التاريخ.
نعم، الخبر الأكيد حتى الآن أن Rockstar قد تطرح GTA 6 بسعر 100 دولار. وهذا السعر قد يبدو للبعض صادم، خاصة في وقت يُباع فيه أغلب الألعاب الكبرى بسعر 70 دولارًا أو أقل. لكن الأمر مع GTA 6 مختلف تماماً، فهي ليست لعبة عادية، بل تجربة ضخمة مبنية على سنوات من التطوير، وجمهور مخلص مستعد للدفع دون تردد. المحلل الشهير "مايكل باكتر" صرّح أن السعر منطقي بالنظر لحجم اللعبة وميزانيتها، مؤكدًا أنها ستكون مربحة بشكل هائل حتى عند هذا السعر المرتفع.
من المتوقع أن تصل التكلفة الإجمالية لتطوير GTA 6 وتسويقها إلى نحو 2 مليار دولار، ما يجعلها أغلى لعبة تم العمل عليها في التاريخ. هذا الرقم لا يأتي من فراغ، فالتقنيات المستخدمة، والمساحات الشاسعة لعالم اللعبة، والتفاصيل البصرية والقصصية، كلها ترفع مستوى الإنتاج لمستويات أقرب إلى إنتاج أفلام هوليوود الضخمة. Rockstar تدرك أنها أمام تحدٍ ضخم، وتستثمر بلا تردد لصناعة تجربة استثنائية من كل النواحي.
رغم التكلفة الهائلة، التوقعات تشير إلى أن GTA 6 قد تحقق عائدات تفوق 10 مليارات دولار خلال فترة قصيرة من إطلاقها، مما يعني أرباحًا صافية تقارب 8 مليارات دولار. هذا الرقم ليس مجرد أمنية، بل مبني على مبيعات GTA V التي تخطت حاجز الـ 185 مليون نسخة. ومع ارتفاع عدد اللاعبين عالميًا وتطور تقنيات الدفع والشراء، يبدو أن السوق جاهز لاحتضان هذا الوحش الرقمي الجديد بكل ترحيب.
لأن GTA 6 تمثل أكثر من مجرد لعبة جديدة. هي تتويج لمسيرة طويلة من الابتكار والنجاح في صناعة الترفيه التفاعلي. من المنتظر أن يغيّر إطلاقها قواعد اللعبة، سواء من حيث التسعير، أو استراتيجيات التسويق، أو حتى شكل الألعاب المفتوحة في المستقبل. الجميع يراقب، من اللاعبين في الخليج والعالم، إلى الشركات المنافسة التي قد تعيد حساباتها بعد إطلاق اللعبة. GTA 6 ليست فقط منتجًا ترفيهيًا، بل مرآة تعكس كيف تطورت صناعة الألعاب لتصبح أحد أقوى أعمدة الاقتصاد الحديث.