في عالمنا الرقمي المتسارع، باتت الهواتف الذكية جزءًا لا يتجزأ من حياة الأطفال اليومية. فمن الترفيه إلى التعلم، أصبحت التطبيقات الإلكترونية وسيلة لا غنى عنها. لكن خلف هذه الشاشة البراقة، تكمن تحديات ومخاطر قد لا ينتبه إليها الأهل، حيث تسلل بعض التطبيقات لتشكل بيئة غير آمنة نفسيًا واجتماعيًا لأطفالهم. في هذا المقال، نسلّط الضوء على أخطر 5 تطبيقات تهدد سلامة الأطفال في عام 2025، مع أمثلة حقيقية للمخاطر، ونصائح واقعية لحماية الأبناء، وكل ذلك بلغة مبسطة قريبة من كل أب وأم في عالمنا العربي.
رغم شعبيته الكاسحة، يحتل TikTok المرتبة الأولى ضمن قائمة التطبيقات الخطيرة على الأطفال. السبب الرئيسي هو طبيعة المحتوى الذي يتغير بسرعة ويصعب على الأهل ملاحقته، خاصة أن خوارزمية التطبيق توجّه الفيديوهات حسب التفاعل، دون فلترة فعالة للعمر. هكذا، يمكن لطفل في العاشرة أن يجد نفسه أمام تحديات خطيرة، أو محتوى جنسي، أو فيديوهات تشجع على إيذاء النفس.
إلى جانب ذلك، تشكل ميزة الرسائل والتعليقات بيئة خصبة للتنمر، حيث تترك بعض الكلمات الجارحة أثرًا نفسيًا عميقًا لدى الأطفال. كما أن مشاركة الفيديوهات قد تؤدي إلى كشف معلومات خاصة عن الطفل دون إدراكه، ما يعرّضه لمخاطر استغلال أو تحرّش رقمي. ومن أبرز الأمثلة التي تم رصدها، مشاركة بعض الأطفال لتفاصيل مكان تواجدهم أو روتينهم اليومي بشكل علني، دون وعي بخطورة ذلك.
بديل آمن يمكن التفكير فيه هو YouTube Kids، حيث يتم التحكم بالمحتوى بشكل أفضل مع أدوات رقابة أبوية واضحة، أو حتى تطبيق Vimeo Families الذي يقدّم محتوى مصممًا خصيصًا لصغار السن.
تطبيق Discord، الذي بدأ كمنصة للاعبين، تحوّل اليوم إلى مساحة اجتماعية واسعة تسمح بإنشاء مجتمعات مفتوحة حول كل المواضيع. المشكلة أن هذه المجتمعات ليست دائمًا خاضعة للرقابة، ما يعني أن الطفل يمكن أن يجد نفسه في غرفة دردشة مليئة بالألفاظ الخارجة أو المحتوى غير المناسب.
كما أن طبيعة التطبيق تسمح بالتواصل المباشر مع الغرباء دون أي قيود، ما يفتح الباب للتواصل مع أشخاص غير معروفين قد يكون لهم نوايا سيئة. وقد تم رصد حالات لأطفال تم استدراجهم للمشاركة في مجموعات تتحدث عن العنف أو التحديات النفسية المؤذية، بل وصل الأمر إلى إرسال محتوى غير لائق.
ولتفادي هذه المخاطر، يمكن التفكير في منصات آمنة مثل Messenger Kids، أو تطبيقات تعليمية تشجع على التفاعل الجماعي ضمن بيئة مراقبة مثل Edmodo.
يعتمد Snapchat على ميزة “الصور السريعة الزوال”، حيث تختفي الرسائل بعد مشاهدتها. ورغم أن ذلك قد يبدو جذابًا، إلا أنه يحمل في طياته خطرًا كبيرًا، لأن تلك الصور يمكن التقاطها بسهولة عبر لقطات الشاشة دون علم الطفل، لتتحول إلى وسيلة للابتزاز أو التنمر.
الأمر لا يتوقف هنا، فميزة “Snap Maps” تعرض موقع الطفل مباشرة على الخريطة، وهو ما يشكل خطرًا أمنيًا حقيقيًا في حال تم تفعيله دون دراية. وقد ظهرت حالات تم فيها تتبع أماكن أطفال بدقة بسبب هذه الخاصية، ما أثار القلق لدى المختصين.
بديل آمن سيكون تطبيق KidozWorld الذي يشبه مواقع التواصل ولكن ببيئة مغلقة للأطفال، أو PopJam الذي يسمح للأطفال بمشاركة فنونهم ومواهبهم ضمن رقابة مشددة.
Roblox تبدو في ظاهرها لعبة ممتعة للأطفال، لكنها في الحقيقة تتيح إنشاء ألعاب ومحتوى من قبل المستخدمين، ما يفتح المجال أمام ظهور سيناريوهات غير مناسبة للأطفال. فقد تم رصد ألعاب تحتوي على عنف مفرط أو مشاهد غير لائقة يتم الوصول إليها بسهولة.
إلى جانب ذلك، تحتوي اللعبة على متجر افتراضي يتيح للأطفال شراء عناصر داخل اللعبة، وغالبًا ما يقوم الأطفال بإجراء مشتريات دون إذن الأهل، مما يسبب مشاكل مالية. كما أن خاصية الدردشة تتيح التفاعل مع الغرباء، مما يزيد من خطر التعرّض للتنمر أو التحرش.
من البدائل المناسبة Minecraft Education Edition التي تقدم بيئة تعليمية مرحة، أو Toca Builders التي تتيح للطفل الاستكشاف والابتكار دون أي تفاعل خارجي.
تطبيقات الصور مثل Instagram وThreads تُظهر عالمًا مثاليًا مليئًا بالمظاهر، وهو ما يدفع الأطفال للمقارنة المستمرة بين حياتهم وحياة الآخرين. هذه المقارنة تؤثر بشكل مباشر على احترام الذات، وتزيد من فرص الاكتئاب والقلق خاصة في المراحل العمرية الحرجة.
كذلك، لا توجد رقابة فعلية على المحتوى الذي يتنقل بسهولة بين القصص والمنشورات، ما يجعل الطفل عُرضة لمحتوى مسيء أو ضار نفسيًا. ومن المخاطر الشائعة، نشر صور شخصية يتم تداولها خارج نطاق السيطرة، أو المشاركة في تحديات خطيرة تنتشر بسرعة عبر هذه المنصات.
منصة مثل Pinterest Kids تُعد خيارًا أكثر أمانًا، إذ تتيح للأطفال التعبير عن الإبداع ضمن بيئة خالية من المقارنات والضغوط الاجتماعية.