تواصل شركة Apple تطوير عالم السماعات اللاسلكية، وهذه المرة مع إطلاق AirPods Pro 3 التي حملت تحسينات واضحة في الصوت، العزل، والبطارية. ورغم أن التجربة الصوتية تلامس الكمال تقريباً، إلا أن القرار بالترقية ليس سهلاً كما يبدو. في السطور التالية نستعرض تجربة AirPods Pro 3 من منظور واقعي، ونكشف لماذا قد لا تكون الخيار الأفضل للجميع رغم تميزها اللافت.
منذ لحظة التشغيل الأولى، ستلاحظ الفرق في جودة الصوت ودقته. فالنغمات تبدو أكثر عمقاً، والمجال الصوتي أوسع، لتشعر وكأنك داخل الحفل أو الأستوديو نفسه. أما خاصية العزل النشط للضوضاء فقد تم تحسينها بشكل ملحوظ لتصبح أكثر فاعلية في عزل الأصوات الخارجية حتى في الأماكن الصاخبة. ومع عمر بطارية يصل إلى ثماني ساعات تشغيل متواصل، تمنحك السماعات تجربة استماع طويلة ومريحة دون الحاجة للشحن المتكرر.
اعتمدت Apple تصميماً جديداً يهدف إلى تحسين ثبات السماعات داخل الأذن، لكنه لم يناسب الجميع. فالسماعات أصبحت تجلس أعمق قليلاً في الأذن، مما يمنح البعض شعوراً بالثبات بينما قد يسبب انزعاجاً للآخرين بعد الاستخدام الطويل. ورغم إضافة مقاس XS الجديد من وسائد الأذن المصنوعة من مزيج السيليكون والفوم لتحسين الراحة، إلا أن الاختلاف في شكل الأذن يلعب دوراً حاسماً في مدى التوافق مع هذا التصميم.
تأتي AirPods Pro 3 بمزايا مبتكرة مثل قياس نبض القلب في الوقت الفعلي، وترجمة فورية عبر ميزة Live Translation عند اقترانها بجهاز iPhone. هذا إلى جانب تجربة الاتصال التلقائي والسريعة التي تميز منتجات Apple، والتي تجعل الانتقال بين الأجهزة أكثر سلاسة من أي وقت مضى. كما أن تحسين جودة الميكروفونات جعل المكالمات أكثر وضوحاً حتى في البيئات المزدحمة.
رغم روعة الأداء والمزايا المحدثة، إلا أن من يملكون AirPods Pro 2 قد لا يشعرون بفرق كبير يبرر السعر الجديد. فالفروق بين الجيلين تظل محدودة في تجربة الاستخدام اليومية. وإذا كانت سماعتك السابقة ما زالت تعمل بكفاءة، فربما من الحكمة الانتظار حتى الإصدار القادم بدلاً من الإنفاق على ترقية تجميلية أكثر منها عملية.
تُعد AirPods Pro 3 واحدة من أفضل السماعات اللاسلكية في السوق حالياً، بفضل أدائها المذهل وصوتها المتقن ومزاياها الذكية. لكنها في الوقت ذاته تذكّرنا بأن الكمال في التقنية لا يعني دائماً الحاجة إلى الترقية. فالأمر في النهاية يعتمد على ما تبحث عنه: تجربة صوتية جديدة بالكامل، أم استمرارية في الراحة التي اعتدت عليها. في كلتا الحالتين، تبقى Apple متفوقة في جعل الصوت فناً وأسلوب حياة.