دعو المكتب الوطني الألماني للسياحة المسافرين إلى الانغماس في الإبهار الخالد لأسواق ألمانيا الخاصة بالأعياد. فمن بلداتٍ عتيقة تضيئها الشموع وتستحضر أجواء العصور الوسطى، إلى مدن عالمية تنبض بالموسيقى والفنون، يقدم موسم الأعياد لعام 2025 رحلة عبر قرون من التراث والحرف اليدوية والاحتفالات.
تُعد أسواق موسم الأعياد، أحد أعرق تقاليد ألمانيا، وتُجسّد جوهر الهوية الثقافية للبلاد. يجمع كل سوق بين التاريخ والإبداع، مُتيحاً للزوّار العرب، فرصة اختبار الضيافة الألمانية في أبهى صورها. سواءً كانوا يبحثون عن ملاذ شتوي رومانسي، أو مغامرة عائلية، أو رحلة ثقافية، يُمكن للمسافرين الاستمتاع بأجواء دافئة تجمع بين التراث وسحر العطلات العصرية.
يمتد تقويم الشتاء في ألمانيا من مدن بافاريا القديمة إلى الأحياء النابضة بالحياة في هامبورغ، حيث تقدم كل وجهة احتفالها المميز بموسم الأعياد.
في روتنبرغ أوب دير تاوبر، يحوّل سوق رايترلسماركت (21 نوفمبر – 23 ديسمبر 2025) الشوارع المرصوفة بالحصى إلى مشهد ساحر من قصص الخيال مع "واجهات الأعياد" التي تُفتح ليلاً لتكشف عن عروضٍ مُضاءة مبهرة. نحو الشرق، يستقبل سوق شتريزلماركت في درسدن، أقدم أسواق الأعياد في ألمانيا منذ عام 1434، زوّاره بالهرم الخشبي الضخم المزدان بزخارف احتفالية، وحرف خشبية تقليدية، واحتفال ستولن الشهير عالمياً، الذي يكرّم كعكة الفاكهة المميزة لدرسدن.
وإلى الجنوب أكثر، يساهم سوق كريستكيندليسماركت في نوريمبرغ (28 نوفمبر – 24 ديسمبر) بملء ساحة هوبماركت بروائح المكسرات بالحر واللوز المحمّص وقطع الزنجبيل الطازجة، حيث تتاح للعائلات فرصة الاستمتاع بسوق الأطفال القريب، بينما في لايبزيغ، يمزج سوق الأعياد (25 نوفمبر – 23 ديسمبر) بين أكثر من 500 عام من التاريخ ووسائل الجذب المتنوعة، مثل القرية الفنلندية، وغابة الجنيات، وعجلة فيريس التي تطل على ساحة أوغسطس.
وبالنسبة لأولئك الذين يبحثون عن ملاذ أكثر حميمية بين جبال الألب، يقدّم سوق مضيق رافينا في الغابة السوداء (28 نوفمبر – 21 ديسمبر، أيام عطلة نهاية الأسبوع فقط) تجربة ساحرة وسط أجواء استثنائية تحت جسر شاهق يبلغ ارتفاعه 40 متراً، تحيط به المنحدرات المشجرة والفوانيس المتوهجة التي تضفي سحراً لا يُضاهى على المكان.
تضفي مدن ألمانيا العريقة على هذا التقليد الشعبي طابعاً معاصراً، ممزوجاً بالتصاميم الحديثة وسحر موسم الأعياد. ففي برلين، يتحوّل مهرجان "فاينه ناختسزاوبر" في ساحة جندارمنماركت (24 نوفمبر–31 ديسمبر) إلى قرية شتوية نابضة بالحياة، تضم ورشاً حرفية، ومأكولات فاخرة، وعروضاً موسيقية حية. أما ميونخ، فتستضيف سوق كريستكيندلماركت في مارينبلاتس (24 نوفمبر–24 ديسمبر)، حيث تتجسد التقاليد البافارية تحت شجرة مضاءة يبلغ ارتفاعها 25 متراً، إلى جانب سوق كريبرلمارك، أكبر سوق محلي في ألمانيا.
وفي كولونيا، يشعّ سوق الكاتدرائية الاحتفالي (17 نوفمبر–23 ديسمبر) تحت قبة من أضواء النجوم وإحدى أطول أشجار الكريسماس في البلاد، ويشتهر السوق بمبادراته المستدامة التي تقدّم هدايا محلية الصنع وعروضاً موفرة للطاقة. أما هامبورغ، فتأخذ الزوّار في رحلة بحرية من خلال سوقها التاريخي للاحتفالات (24 نوفمبر–23 ديسمبر)، حيث تحلق زلاجة "سانتا الطائر" فوق ساحة رايهاوسماركت لتبهج العائلات يومياً.
هذا ويكتمل مشهد الأسواق الاحتفالي في شتوتغارت بسوقها الكبير (26 نوفمبر–23 ديسمبر)، الذي يُعد من أضخم الأسواق في أوروبا، ممتداً بين سلاسبلاتز وشيلربلاتز، ويضم 300 كشك مزين بعناية، ومدينة خيالية للأطفال، إلى جانب مسابقات لأجمل العروض على أسطح الأكشاك. سواء كنتم تتجولون في الأسواق مع الأطفال، أو تتذوقون الحلويات والمأكولات الاحتفالية مع الأحباء، أو تحضرون العروض الثقافية، فإن موسم الأعياد في ألمانيا يقدّم تجارب لا تُنسى لكل أفراد العائلة.
تشكّل عروض السفر الشاملة في ألمانيا ترحيباً خاصاً بالزوار العرب. ففي المدن الرئيسية، سيجد المسافرون مجموعة واسعة من خيارات الطعام الحلال، والفنادق المناسبة للعائلات، ومرافق مخصصة مثل غرف الصلاة، مما يضمن لهم الراحة والرفاهية طوال فترة إقامتهم. وتشتهر ألمانيا بكرم ضيافتها واحترامها الثقافي، ما يجعلها وجهة مفضلة للعائلات العربية التي تبحث عن تجارب شتوية مميزة.
وتقول يامينا صوفو، مديرة مكتب التسويق والمبيعات - المكتب الوطني الألماني للسياحة في دول الخليج: "تُعدّ أسواق ألمانيا الميلادية الجوهر المركزي لموسم الشتاء، حيث يلتقي التقليد بالابتكار في احتفالات تسعد جميع الأعمار. فكل سوق يعكس تنوع البلاد، من المدن التاريخية الساحرة إلى المدن العالمية، مقدّماً للزوّار العرب تجربة لا تُنسى مليئة بالدفء والثقافة والفرح".
تُجسّد أسواق ألمانيا الاحتفالية قيم المجتمع، والحرفية، والاهتمام بالبيئة. فقد تبنّت العديد من هذه الأسواق ممارسات مستدامة مثل تقديم المنتجات المحلية، والمواد الصديقة للبيئة، وتقليل استهلاك الطاقة، ما يتيح للزوار الاستمتاع بالموسم بمسؤولية، مع الحفاظ على سحره للأجيال القادمة. من جاذبية مدينة روتنبرغ التي تعود إلى العصور الوسطى، إلى الطابع العالمي لمدينة برلين، يحكي كل سوق من أسواق الأعياد قصة دفء، وإبداع، وترابط. ومن هنا، سيجد زوار ألمانيا أكثر من مجرد وجهة سياحية، بل احتفالاً بالفرح، والثقافة، والتراث المشترك.
M283 ارابيا، المنصة المثالية لمتابعة مختلف الاخبار في مجالات الأزياء، السفر، واللايف ستايل بشكل عام. تقدم لكم أحدث الأخبار والمستجدات من عالم الرفاهية والجمال.