في زمن أصبح فيه العالم قرية صغيرة والسفر تجربة متاحة للجميع، لا تزال هناك أماكن غامضة، مغلقة، ومحظورة على العامة بشكل صارم. بعض هذه المواقع تحتضن أسرارًا تاريخية لا يُراد لها أن تُكشف، وأخرى تشكل خطرًا حقيقيًا على الحياة، بينما يتم إغلاق بعضها احترامًا لرموز دينية أو ثقافية. في هذا المقال، نأخذك في جولة لا يمكن القيام بها على أرض الواقع، إلى أماكن لن تطأها قدماك يومًا، لكنها تشعل الفضول في كل عاشق للمجهول.
في بوتان، يتربع جبل Gangkhar Puensum كأعلى جبل لم يتم تسلقه في العالم، ليس لأنه صعب الوصول فحسب، بل لأن السلطات البوتانية حظرت رسميًا أي محاولة لتسلقه منذ عام 2003 احترامًا لمعتقدات محلية ترى أن أرواحًا مقدسة تسكن قمته. يبلغ ارتفاعه 7570 مترًا، ومع ذلك لم تطأه قدم بشرية. هذا القرار يعكس مزيجًا فريدًا من القدسية البيئية والروحية، ويجعل من الجبل أحد آخر رموز الطبيعة البكر.
في صحراء نيفادا الأمريكية، تقبع منشأة عسكرية تحمل اسمًا صار مصدرًا لنظريات لا تنتهي: المنطقة 51. يُقال إنها موقع لتجارب طيران عسكري شديد السرية، بينما يرى البعض أنها تحتوي أدلة على وجود حياة خارج الأرض. الحقيقة أن دخول هذا المكان ممنوع بشكل قاطع، ومراقب أمنيًا بتقنيات متقدمة. لم تعترف الحكومة الأمريكية بوجود المنطقة رسميًا إلا في السنوات الأخيرة، ما زاد من غموضها بدلًا من كشفه.
في أعقاب كارثة تشرنوبل النووية عام 1986، تكوّنت داخل المفاعل المنصهر كتلة قاتلة من الوقود النووي، عُرفت لاحقًا باسم “قدم الفيل” بسبب شكلها الغريب. هذه الكتلة لا تزال حتى اليوم تصدر إشعاعات قاتلة. وجود الإنسان قربها لبضع دقائق فقط كفيل بإحداث ضرر جسيم قد يودي بحياته. لذلك، لا يمكن الاقتراب منها أو زيارتها، وتظل مغلقة كواحدة من أخطر المواقع على كوكب الأرض.
في الصين، يستقر قبر الإمبراطور الأول Qin Shi Huang، مؤسس السلالة التي وحدت البلاد. رغم مرور أكثر من 2000 عام على وفاته، لا يزال الضريح مغلقًا بقرار حكومي. ويُعتقد أن داخله أنهارًا من الزئبق، وأن فتحه قد يطلق مواد سامة يصعب السيطرة عليها. بالإضافة إلى ذلك، تحترم الحكومة الصينية قدسية الموقع وتفضل عدم المساس بتاريخه، مما جعله أحد أبرز المعالم الأثرية المغلقة في العالم.
في كولورادو، يقع مركز قيادة Cheyenne Mountain داخل جبل صخري، صُمم خصيصًا ليصمد أمام أي هجوم نووي محتمل. يُدار من قبل قيادة الدفاع الجوي لأمريكا الشمالية (NORAD)، ويُقال إنه يحتوي على أنظمة مراقبة وتحكم بالأقمار الاصطناعية، ومنشآت قيادة محصنة، وحتى مدينة تحت الأرض. الدخول لهذا المجمع محصور على نخبة من كبار المسؤولين والعسكريين، ولا يُسمح للعامة بالوصول إليه لأي سبب.