تواصل سلطنة عُمان ترسيخ حضورها كإحدى أبرز الوجهات السياحية المستدامة في الشرق الأوسط، من خلال مشاريع ومبادرات متكاملة تقودها وزارة التراث والسياحة، والتي تسعى إلى صياغة تجربة سياحية فريدة تقوم على حماية البيئة، وصون التراث، وتعزيز دور المجتمعات المحلية، إلى جانب تطوير بنية تحتية حضرية عصرية تعكس هوية السلطنة وتدعم توجهها نحو المستقبل. إن هذه الجهود لا تقتصر على كونها خطوات تنموية فقط، بل هي جزء من فلسفة متكاملة تجعل من الاستدامة قيمة محورية في التخطيط السياحي لسلطنة عُمان، بحيث يتمكن الزائر من خوض تجربة متكاملة تجمع بين متعة الاستكشاف والمسؤولية تجاه الطبيعة والثقافة.
تسعى وزارة التراث والسياحة في سلطنة عمان أيضًا إلى جعل الاستدامة جزءًا لا يتجزأ من التطوير الحضري عبر مشاريع عمرانية كبرى تُعيد صياغة المشهد السياحي لسلطنة عمان. ويأتي مشروع مدينة السلطان هيثم ليشكل نموذجًا لمدينة عصرية تجمع بين المساحات الخضراء والمرافق السياحية والثقافية، مما يعكس مفهوم المدن الذكية والمستدامة التي تستجيب لمتطلبات المستقبل. كما تُعد مدينة صلالة الجديدة امتدادًا لهذه الرؤية، حيث يتم المزج بين عناصر الطبيعة الخلابة والبنية التحتية الحديثة لخلق بيئة حضرية متكاملة تحتضن السياحة كجزء من حياتها اليومية. إلى جانب ذلك، يمثل مشروع المدينة المستدامة – يتي في مسقط علامة فارقة في مسيرة سلطنة عمان نحو الريادة في مجال الاستدامة، إذ يعتمد المشروع بشكل كامل على مصادر الطاقة المتجددة ويطبق أنظمة متقدمة لإدارة المياه والنفايات، في تصميم عصري خالٍ من الانبعاثات يتماشى مع أفضل الممارسات العالمية. هذه المدن لا تمثل مجرد مشاريع إنشائية، بل هي تعبير عن فلسفة جديدة تجعل من الاستدامة أسلوب حياة في التخطيط السياحي والعمراني.
ضيافة فاخرة بروح المسؤولية البيئية
في قطاع الضيافة، تشجع وزارة التراث والسياحة في سلطنة عمان الفنادق والمنتجعات على تبني ممارسات متكاملة تراعي الاستدامة، بحيث تتجسد الفخامة بروح من المسؤولية البيئية. فقد أصبحت العديد من المنشآت السياحية في سلطنة عمان أمثلة حية على كيفية الدمج بين الراحة والرفاهية وبين احترام البيئة. ففي المنتجعات الجبلية مثل تلك القائمة في الجبل الأخضر، يمكن للزائر الاستمتاع بإقامة فاخرة في بيئة طبيعية خلابة، بينما تُدار مرافق الفندق بالاعتماد على الطاقة المتجددة وحلول متقدمة لتقليل استهلاك المياه. وعلى السواحل، تقدم النُزل البيئية في مناطق مثل مسندم نمطًا مختلفًا من الضيافة، حيث يندمج تصميم المنشآت مع الطبيعة المحيطة ويُدار التشغيل بما يحافظ على نقاء المكان ويمنح الزائر تجربة أصيلة. هذه الجهود لا تقتصر على توفير تجربة سياحية مسؤولة، بل تمتد لتشمل تمكين المجتمعات المحلية عبر توفير فرص عمل وتعزيز الأنشطة الاقتصادية المرتبطة بالسياحة.
عُمان ورؤية 2040: سياحة بمسؤولية نحو المستقبل
تؤكد هذه المبادرات والمشاريع أن سلطنة عُمان لا ترى السياحة مجرد قطاع اقتصادي، بل تعتبرها وسيلة لتعزيز مكانتها الحضارية وصون بيئتها الطبيعية وتراثها الثقافي. ومع ارتباط هذه الجهود الوثيق بـرؤية عُمان 2040، تضع سلطنة عمان الاستدامة في صميم خططها لتطوير السياحة. ومن خلال المحميات الطبيعية التي تُدار باحترافية، والتجارب الثقافية المبتكرة، والمشاريع العمرانية الذكية، والضيافة البيئية المسؤولة، تقدم سلطنة عُمان للعالم نموذجًا متكاملًا للسياحة المستدامة. إنها دعوة للزوار لخوض تجربة لا تُنسى، حيث يلتقي جمال الطبيعة بأصالة التراث وحداثة التخطيط، في رحلة تترك أثرًا إيجابيًا في نفوسهم وتُرسخ قناعة بأن سلطنة عُمان وجهة سياحية قادرة على الجمع بين الأصالة والابتكار، وبين الحاضر والمستقبل.
M283 ارابيا، المنصة المثالية لمتابعة مختلف الاخبار في مجالات الأزياء، السفر، واللايف ستايل بشكل عام. تقدم لكم أحدث الأخبار والمستجدات من عالم الرفاهية والجمال.