كوريا الجنوبية رسخت سمعتها كواحدة من أكثر الدول أماناً في آسيا، حيث يشعر السكان والزوار بطمأنينة على مدار اليوم. ومع ذلك، تواصل سيول البحث عن حلول مبتكرة لتعزيز هذا الشعور، وكان أحدثها تجربة الشرطي الهولوجرامي التي أثارت الانتباه حول العالم.
الحياة اليومية في سيول تمنح شعوراً نادراً بالأمان، سواء كان الشخص يتجول نهاراً أو في ساعات متأخرة من الليل. تنتشر كاميرات المراقبة بكثافة، وتستجيب الشرطة بسرعة لأي طارئ، كما أن معدلات الجريمة منخفضة مقارنة بالمدن الكبرى الأخرى. هذه الأجواء تجعل السكان والزوار قادرين على الاستمتاع بالأنشطة الليلية أو التنقل بين الأحياء دون قلق دائم، وهو ما يرسخ كوريا كوجهة مفضلة للسياح الباحثين عن راحة البال.
كوريا الجنوبية تعتمد على تقنياتها المتطورة في كل جانب من جوانب الحياة، بما في ذلك الامن العام. أنظمة المرور الذكية، وشبكات الكاميرات، والتطبيقات الفورية لحالات الطوارئ، كلها أدوات تجعل التعامل مع المواقف أسرع وأكثر فاعلية. ومن بين هذه الحلول الجديدة جاء مشروع الشرطي الهولوجرامي في سيول، وهو ليس مجرد عرض بصري بل وسيلة لتذكير الناس بجدية تطبيق القوانين.
في حديقة Jeo-dong 3 وسط العاصمة، بدأت الشرطة باستخدام شرطي هولوجرامي بالحجم الطبيعي يظهر يومياً من السابعة حتى العاشرة مساءً. يقوم المجسم بإرسال رسائل صوتية تنبه المارة بأن المكان مراقب بالكاميرات، وأن استجابة الشرطة ستكون سريعة عند الحاجة. المثير أن معدل الجرائم في المنطقة المحيطة انخفض بنسبة تقارب 22% بعد بدء التجربة، ما جعل المشروع يثبت فعاليته كوسيلة ردع نفسية قوية.
السياح الذين يزورون كوريا يلمسون بأنفسهم الانضباط المجتمعي، والتواجد الأمني المنظم، وسرعة تعامل السلطات مع أي موقف. هذا الإحساس المتكامل بالامان يجعل من كوريا وجهة سياحية مختلفة، حيث يمكن للزوار الاستمتاع بمزيج من الحداثة والتقاليد دون قلق. أما إضافة تقنيات مبتكرة مثل الهولوجرام فهي تعكس جدية البلاد في حماية زوارها وتأكيد صورتها كواحدة من أكثر الوجهات أماناً في العالم.