في عالم السفر الحديث، لم تعد المطارات مجرّد محطّات انتظار، بل أصبحت مساحات ذكية ومتصلة توفّر للمسافرين فرصة للاسترخاء، الاستكشاف، والاستفادة القصوى من كل لحظة في رحلتهم. وفي تقرير عالمي جديد صادر عن برنامج Priority Pass، الرائد عالمياً في مجال صالات لاونج المطارات والتجارب المميّزة والتابع لمجموعة كولينسون، تمّ استطلاع آراء أكثر من 12,000 مسافر للكشف عن دور التكنولوجيا في إعادة رسم ملامح تجربة المطار. وأظهرت النتائج بوضوح أنّ المسافرين اليوم يتطلّعون إلى رحلات أقل توتّراً وأكثر سلاسة، مع لحظات قيّمة تضفي على كل تجربة طابعاً مميزاً لا يُنسى.
يؤمن غالبية المسافرين في الإمارات العربية المتحدة بأنّ التكنولوجيا باتت جزءاً أساسياً من تجربة السفر الحديثة؛ إذ يرى أربعة من كل خمسة مسافرين (بنسبة 79%) في الإمارات العربية المتحدة أنّ المطارات تستخدم الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا بطريقة مدروسة ومحسوبة. وفي طليعة الابتكارات التي أحدثت فرقاً ملموساً، برزت المسارات السريعة عند نقاط التفتيش وبطاقات الصعود الرقمية، بحسب 81% من المشاركين، تلتها أجهزة تسليم الأمتعة الذاتية والماسحات الأمنية المتقدّمة بنسبة 74% لكلّ منهما.
في هذا السياق، صرّحت بريانكا لاكاني، النائبة الأولى لرئيس شركة كولينسون العالمية، قائلةً: "تشهد مطارات الشرق الأوسط نقلة نوعيّة في تجربة السفر، مدفوعةً بتبنّي أحدث التقنيات التي تحوّل الرحلة إلى تجربة أكثر سلاسة ورفاهية. وتبرز مطارات مثل مطار دبي الدولي، ومطار حمد الدولي، ومطار أبوظبي الدولي كنماذج رائدة يُحتذى بها عالمياً، بفضل حلولها المبتكرة التي ترتقي بتجربة المسافرين إلى آفاق غير مسبوقة. وما تقدّمه هذه المطارات يتجاوز مجرّد تبسيط الإجراءات الأمنية، إذ يمنح المسافرين فرصة للاستمتاع بالمرافق الراقية والخدمات الفاخرة المتوفّرة، ما يعزّز من جودة التجربة ككل. ومع الاستثمارات الضخمة المستمرّة، مثل مشروع مطار آل مكتوم الدولي الذي تُقدَّر قيمته بـ128 مليار درهم إماراتي، تواصل المنطقة ترسيخ مكانتها كمركز عالمي رائد في قطاع الطيران."
لا تقتصر هذه الابتكارات على تحسينات بسيطة، بل تُعيد رسم ملامح تجربة المطار بالكامل، لتمنح المسافرين وقتاً ثميناً وراحة أكبر. ففي الإمارات، يستفيد 46% من المسافرين من وقت إضافي يتراوح بين 10 و30 دقيقة في كل رحلة، فيما يحظى واحد من كل خمسة مسافرين (22%) بساعة إضافية كاملة. وتتعدّد الفوائد بالنسبة للكثيرين، أبرزها انخفاض مستويات التوتّر لدى 51% من المشاركين، إلى جانب الإحساس برحلات أكثر سلاسة وتحسّن ملموس في جودة التجربة لدى 48% منهم.
ويمنح هذا الوقت الإضافي المسافرين فرصة للاستمتاع بما تقدّمه المطارات من تجارب ومرافق مميّزة. فقد أشار 60% من المسافرين حول العالم — لاسيّما من الجيل زد (71%) وجيل الألفية (67%) — إلى أنّ الأنظمة الآلية تجعلهم أكثر استعداداً للإنفاق داخل المطار. وتتعدّد طرق استثمار هذا الوقت الإضافي، حيث يفضّل العديد من المسافرين تناول الطعام (55%)، أو التسوّق في المتاجر (46%)، أو ببساطة الاسترخاء في إحدى صالات اللاونج (37%).
اللاونج: أكثر من مجرّد استراحة
لم تعد صالات اللاونج مجرّد مساحة للاسترخاء، بل أصبحت عنصراً أساسياً في تجربة السفر الحديثة. فقد أفاد 73% من المسافرين حول العالم بأنهم زاروا إحدى صالات اللاونج مرة واحدة على الأقل. وليس ذلك فحسب، إذ تُظهر البيانات أنّ مرتادي اللاونج يُعدّون من بين الفئات الأكثر إنفاقاً داخل المطار؛ حيث قال 67% منهم إنّ الأنظمة الآلية تجعلهم أكثر ميلاً للشراء، مقارنةً بـ40% فقط من المسافرين الذين لا يستخدمون صالات اللاونج.
عندما يتخيّل المسافرون صالات اللاونج في المستقبل، فهم يتطلّعون إلى مساحات ذكية مدعومة بالتكنولوجيا، تقدّم تجارب مصمّمة بحسب تفضيلاتهم الشخصية، سواء في الطعام أو الترفيه أو مساحات العمل، وهو ما عبّر عنه 38% من المشاركين. كما أعرب 37% عن رغبتهم في القدرة على حجز هذه التجارب بسهولة عبر التطبيقات، في حين يأمل 36% برؤية خيارات طعام محليّة أكثر تنوّعاً واستقلالاً عن العلامات التجارية الكبرى.
مستقبل جديد للسفر يجمع بين الابتكار الذكي واللمسة الإنسانية
يتطلّع المسافرون إلى تجارب سفر أكثر ذكاءً وسلاسة، حيث أعرب 87% من المسافرين في الإمارات عن رغبتهم في خوض رحلة سفر تعتمد كلياً على البصمة البيومترية، من دون الحاجة إلى جواز سفر فعلي. كما عبّر 43% عن رغبتهم في تقنيات ذكية لتتبّع الأمتعة، فيما يطمح 39% إلى وجود معايير أمنية موحّدة وسلسة على مستوى العالم خلال السنوات الخمس إلى العشر المقبلة. أما حلم السفر من دون جواز سفر على الإطلاق، بالاعتماد الكامل على البصمة البيومترية، فقد طرحه 45% من المشاركين كتصوّر لمستقبل السفر.
أما من ناحية التفاعل واللغة، فقد أعرب 36% من المشاركين عن اهتمامهم بوجود لوحات إرشادية تُترجم تلقائياً إلى لغتهم الأم، في حين أبدى 30% رغبتهم في أنظمة أمنية مدعومة بالذكاء الاصطناعي، قادرة على التنبّؤ بالمخاطر وتحسين تجربة التفتيش لتكون أكثر سلاسة وكفاءة.
وبينما يشعر نصف المسافرين بالارتياح تجاه تجربة مطار تعتمد بشكل كبير على الأنظمة الآلية، لا يزال ثلث المسافرين حول العالم (34%) يفضّلون وجود العنصر البشري، لاسيّما في مجالات خدمة العملاء (65%)، والإجراءات الأمنية والجمارك (54%)، وخدمات المفقودات (48%). فهذه اللحظات غالباً ما تكون مشحونة بالعواطف أو يسودها شيء من الغموض، ويُشكّل فيها الحضور البشري مصدر طمأنينة وتفهّم، يمنح المسافرين شعوراً بالوضوح والراحة وسط تعقيدات الرحلة.
من جانبه، علّق كريستوفر إيفانز، الرئيس التنفيذي لمجموعة كولينسون إنترناشيونال، قائلاً: "مع تزايد أعداد المسافرين حول العالم، تتّجه المطارات بوتيرة متسارعة نحو اعتماد التكنولوجيا لتحسين تجربة المسافر من لحظة الوصول وحتى بوابة الصعود، مع تعزيز فرص الإنفاق وتقديم قيمة مضافة في كل محطة من الرحلة. فالأنظمة الآلية تُمكّن المسافرين من استثمار وقتهم بشكل أفضل، وتُخفّف من التوتّر، وتوفّر معلومات دقيقة وسريعة تجعل رحلتهم أكثر سلاسة ووضوحاً."
"عندما تكون التجربة سلسة ومتكاملة، يصبح المسافرون أكثر استعداداً للاستكشاف، سواء للاسترخاء، أو تذوّق خيارات الطعام، أو التسوّق في المتاجر. وفي Priority Pass، نحرص على تقديم تجارب سفر أكثر ذكاءً وثراءً، بدءاً من الدخول السلس إلى صالات اللاونج، وصولاً إلى خدمات رقمية مصمّمة لتلبية تفضيلات كل مسافر على حدة."
يُعيد Priority Pass رسم معالم تجربة المطار بما يلبّي تطلّعات المسافرين العصريين، الساعين إلى الراحة، والتميّز، والرفاهية في كل خطوة من رحلتهم. وبفضل إمكانية الوصول إلى أكثر من 1700 لاونج وتجربة سفر في 725 مطاراً ضمن 145 دولة حول العالم، يستمتع الأعضاء بمجموعة واسعة من الخدمات، تشمل جلسات السبا، وصالات الألعاب، وحجرات النوم، وخيارات الطعام الراقية. ومهما تنوّعت الوجهات، تبقى تجربة السفر مع Priority Pass غنيّة بالتفاصيل التي تصنع الفرق وتحوّل كل رحلة إلى تجربة أكثر راحة وتميّزاً.
M283 ارابيا، المنصة المثالية لمتابعة مختلف الاخبار في مجالات الأزياء، السفر، واللايف ستايل بشكل عام. تقدم لكم أحدث الأخبار والمستجدات من عالم الرفاهية والجمال.