في شوارع الكويت، قد تلمح رجلاً يجري مسافات طويلة بلا أي حذاء، وكأنه جزء من الأرض التي يسير فوقها. هذا الرجل هو المدرب المجري بال، الذي تحوّل أسلوب حياته الرياضي بعد اكتشاف قوة المشي والجري حافياً. لم يكن الأمر رغبة في الظهور، بل رحلة بحث عن قوة الجسد وتوازنه الطبيعي بعيداً عن القيود التي تفرضها الأحذية. ومع مرور الوقت، أصبح هذا الأسلوب يغير طريقة تفكيره وأدائه الرياضي وحتى علاقته بنفسه.
مع الوقت، أدرك بال أن التدريب الحافي لا يتعلق فقط بالشعور بالراحة، بل بتغيير كامل في طريقة عمل الجسد. فقد لاحظ تحسن توازنه، وزيادة قوته الأرضية، وقدرته على أداء تمارين مثل الديدليفت والقرفصاء بثبات أكبر. كما انعكس ذلك على أدائه في رياضات سريعة كالإسكواش وكرة القدم، حيث أصبحت حركته أكثر مرونة وتناسقاً. هذه التجربة جعلته يؤمن بأن القدم عندما تتحرر من الحذاء تستعيد وظيفتها الطبيعية، وأن الضغط المستمر من الأحذية التقليدية يسبب ضعفاً على المدى البعيد.
يؤكد بال أن السر هو التدرج. فلا يمكن البدء بالجري فوق الأرض الصلبة مباشرة. الخطوة الأولى تكون في المنزل، ثم على العشب أو السجاد، وبعدها يمكن الانتقال تدريجياً للأسطح المختلفة. الاستماع للجسد أساسي، والتوقف فور الشعور بالألم جزء من التدريب وليس فشلاً. كما ينصح بتجنب الأماكن غير النظيفة، وإبقاء مطهر صغير في الحقيبة. هذا الأسلوب يحتاج إلى وعي كامل بكل خطوة، مما يزيد التركيز الذهني ويعزز التناغم بين الحركة والتنفس.