عندما نفكر في الساونا، غالبًا ما نتخيل لحظات من الصمت، بعض العرق، وأجواء هادئة للاستجمام. لكن في أوروبا، ظهرت تجربة جديدة كليًا أعادت تشكيل مفهوم الساونا بالكامل تجربة (Aufguss). هذا الطقس الحراري المميز لا يقتصر على التعرّق والاسترخاء، بل يمزج بين حرارة الساونا والعرض المسرحي في جلسة مليئة بالحواس والحركة. والنتيجة؟ لحظات تجمع بين الترفيه، الراحة الجسدية، والتحفيز الذهني، بأسلوب لم يعهده عشاق السبا من قبل.
رغم أن استخدام الساونا جزء أصيل من الثقافة الحرارية في شمال ووسط أوروبا، إلا أن النسخة العصرية من طقوس أوفجوس، التي تتضمن أداءً دراميًا وتناسقًا مدهشًا في حركة المناشف، وُلدت في منطقة جنوب تيرول بإيطاليا. وسرعان ما انتقلت هذه الظاهرة إلى المنتجعات الراقية، حيث وجدت لنفسها جمهورًا واسعًا من الباحثين عن استرخاء مختلف يجمع بين الترفيه والفائدة البدنية.
بينما تعتمد جلسات الساونا الكلاسيكية على الصمت والهدوء، تأتي أوفجوس بنمط مختلف تمامًا. يقود الجلسة "معلم الساونا" الذي يرتدي أزياء مستوحاة من موضوع الجلسة، ويبدأ في رش الحجارة الساخنة بمكعبات ثلج مملوءة بزيوت عطرية. ومع تصاعد البخار، يستخدم هذا المعلم منشفة كبيرة لتحريك الهواء الساخن داخل الغرفة بحركات فنية قوية ودقيقة.
يُضاف إلى هذه الأجواء تأثيرات صوتية وضوئية، بل أحيانًا قصص رمزية وموسيقى، لتتحول الجلسة إلى عرض تفاعلي يُشجّع المشاركين على التصفيق والتفاعل مع كل مرحلة، مما يجعلها تجربة حسية متكاملة.
عدة منتجعات فاخرة في أوروبا تبنت هذا الأسلوب وأبدعت في تقديمه بأسلوب راقٍ ومتكامل. من أبرز هذه الوجهات:
ما يميز أوفجوس هو قدرتها على تحويل الجلسة التقليدية إلى تجربة متعددة الأبعاد. فهي لا تكتفي بتقديم الاسترخاء الجسدي فحسب، بل تدمج الحواس في قصة عاطفية، مما يجعلها طقسًا متكاملًا للرفاهية الجسدية والذهنية. ولهذا، بدأت عدة منتجعات في بريطانيا وغيرها من الدول بتجربة هذا النهج الجديد، استعدادًا لتقديمه لرواد السبا الباحثين عن تجربة مختلفة.
بالنسبة للرجل الخليجي الذي يهتم بالعافية ويبحث عن تجارب فريدة، قد تمثل أوفجوس محطة استجمام مثالية خلال رحلاته في أوروبا، تجربة تجمع بين قوة البخار وسحر الأداء.
أوفجوس ليست مجرد جلسة ساونا... إنها عرض بصري وحراري يأخذك في رحلة عبر الحواس، ويمنحك شعورًا بالتجدد من الداخل والخارج. بين الزيوت العطرية، والإضاءة الهادئة، والموسيقى، وأداء مدروس بعناية، تتحول دقائق معدودة داخل غرفة حرارية إلى ذكرى لا تُنسى. وإن كنت تبحث عن تجربة استجمام مختلفة كليًا، فأوفجوس تستحق أن تكون على قائمة محطاتك القادمة.