في كل موسم سينمائي، ينتظر الجمهور بفارغ الصبر لحظة إطفاء الأنوار، بدء الموسيقى، والانغماس في عالم مختلف. لكن أحياناً، تتحول التوقعات العالية إلى إحباط سريع بعد أول عشرين دقيقة. عام 2025 لم يكن استثناءً، بل كان مليئًا بأفلام جاءت بوعود كبيرة ونجوم أكبر، لكن النتيجة؟ لا شيء سوى مساء ضائع.
مع أن إعادة تقديم القصص الكلاسيكية فكرة جذابة، إلا أن Snow White بنسخته الجديدة ضيّع البوصلة تمامًا. حاول الفيلم أن يمزج بين الرسائل الحديثة والأسلوب الكوميدي، لكن النتيجة جاءت متخبطة وفاقدة لسحر الحكاية الأصلية. الأداء بدا باهتًا رغم حضور Gal Gadot الملفت، والحوارات لم تنجح في لمس مشاعر الجمهور، ليبقى التقييم المنخفض دليلًا كافيًا على أن الفيلم لم يكن على قدر الترقب.
رغم الأداء القوي من Michelle Yeoh، لم يستطع الفيلم أن ينقذ نفسه من الملل. القصة بدت مكررة، وتطور الأحداث كان بطيئًا إلى حد التثاؤب. الجمهور الذي اعتاد على سرد عميق من سلسلة Star Trek شعر أن هذا الجزء أقرب إلى حلقة مطولة من مسلسل لا يملك ما يقوله. الإخراج حاول، لكن بدون روح المغامرة المعتادة، بقي الفيلم في منطقة رمادية لا تُذكر.
الفيلم حاول أن يكون جريئًا، لكنه وقع في فخ السطحية. القصة بدت مبالغًا فيها، والنكات كانت مكررة ولم تُصنع بعناية. Amy Schumer قدمت أداءً فيه حيوية، لكن غياب التجانس بين الشخصيات وضعف السيناريو جعلا الضحك مهمة مستحيلة. الجمهور خرج من القاعة ليس ضاحكًا، بل متسائلًا كيف يمكن لفيلم بهذا الحجم أن يبدو بهذا الضعف.
الرهان على Anthony Mackie في دور البطولة كان مشجعًا، لكن الفيلم فشل في تقديم قصة متماسكة. بدا وكأنه تمهيد لشيء قادم أكثر من كونه عملًا متكاملًا بحد ذاته. رغم وجود أسماء كبيرة مثل Harrison Ford، لم ينجح الفيلم في خلق اللحظة الحاسمة التي ينتظرها محبو مارفل. الأكشن كان حاضرًا، لكن الشعور الحقيقي بالتشويق... غائب.
اجتمع في الفيلم كل عناصر الجذب: Millie Bobby Brown، Chris Pratt، وروبوتات مستقبلية في عالم ما بعد الكارثة. لكن القصة لم تصل إلى قلب المتفرج. التنقلات كانت جميلة بصريًا، لكنها افتقدت الإحساس الإنساني. المشاهد شعر بأنه يشاهد لوحة دون حياة، فيلم تحرك دون أن يحرك المشاعر، وهذه هي أسوأ خيبة يمكن أن يخرج بها المتفرج من السينما.
في النهاية، جاءت هذه الأفلام لتحقق الكثير، لكنها فشلت في تحقيق القليل. وربما العام المقبل يحمل مفاجآت أفضل.