في كل مرة نظن أن عالم الأبطال الخارقين قد وصل لمرحلة التشبع، يظهر عمل واحد يقلب الطاولة ويرفع السقف إلى مستوى جديد تمامًا. هذا العام، استطاع Deadpool & Wolverine أن يخطف الأضواء ليس فقط بعودة شخصيتين من أكثر الشخصيات شعبية، بل لأنه أصبح أغلى فيلم في تاريخ مارفل، بميزانية تخطّت حاجزًا لم يقترب منه أي عمل سابق. رحلة إنتاجه نفسها تبدو وكأنها جزء من فيلم أكشن مليء بالمفاجآت والأرقام الضخمة، وهو ما يجعل القصة وراء هذا المشروع أكثر إثارة من بعض المشاهد السينمائية.
تكشف التقارير المالية الحديثة أن تكلفة إنتاج الفيلم تجاوزت 530 مليون دولار، وهو رقم لم يسبق لأي فيلم من أفلام مارفل أن وصل إليه. حتى عمالقة السلسلة مثل Avengers: Endgame و Infinity War لم تتخطَّ ميزانياتهما منتصف الثلاثمئة مليون دولار، وذلك رغم حجم المعارك الهائلة وعدد الشخصيات الضخم. هذه القفزة في التكلفة تجعل من الفيلم ظاهرة بحد ذاته، وتمنحه مكانة غير مسبوقة في عالم الإنتاج الضخم.
الواقـع أن فيلمًا يجمع بين Deadpool بشخصيته الجريئة وWolverine بقوته الأسطورية يحتاج إلى مستوى مختلف من الإنتاج. المؤثرات البصرية وحدها تستهلك ميزانيات هائلة، خصوصًا مع المشاهد القتالية التي تعتمد على الدمج بين الحركة الواقعية والعناصر الرقمية. إضافة إلى ذلك، عودة نجم ضخم مثل Hugh Jackman ببدلته الصفراء الشهيرة، وتكلفة فرق العمل، والتصوير الخارجي، وتطوير مشاهد معقدة تقنيًا كلها رفعت التكلفة إلى أرقام غير اعتيادية. ومع تصنيف الفيلم R، يصبح التركيز على التفاصيل البصرية وجودة التنفيذ أعلى بكثير، ما يزيد من التكلفة بشكل تلقائي.
نعم، وبفارق كبير. أفلام مثل Avengers: Infinity War و Avengers: Endgame كلّفت ما بين 300 و400 مليون دولار، ورغم ذلك اعتُبرت حينها من أضخم المشاريع السينمائية في التاريخ. لكن Deadpool & Wolverine تجاوزها جميعًا، ليصل إلى ما يفوق 530 مليون دولار، متربعًا على القمة بلا منازع. الفيلم الوحيد الذي يُشاع أنه قد يقترب من هذا الرقم هو Avengers: Doomsday، والذي تُشير التوقعات إلى أن ميزانيته قد تتخطى حاجز الـ 500 مليون دولار أيضًا، ما يعكس سباقًا محمومًا نحو إنتاج أعمال أضخم وأغلى.
تصنيف R يعني مساحة أوسع للحركة، الدم، الكوميديا الجريئة، وكل ما يشكّل هوية شخصية مثل Deadpool. هذا النوع من الأعمال يحتاج إلى مؤثرات أدق، مشاهد أكثر جرأة، وتمثيل أكثر كثافة، وكل ذلك ينعكس مباشرة على حجم الميزانية. ورغم المخاطرة في تقديم فيلم ضخم بهذا التصنيف، إلا أن مارفل تراهن على جمهور ناضج يبحث عن تجربة مختلفة، وعلى الكيمياء القوية بين البطلين لخلق عمل يجمع بين الأكشن الثقيل واللمسات الكوميدية التي يحبها الجمهور.
بالنظر إلى شعبية الشخصيتين، والضجة العالمية التي سبقت عرض الفيلم، يبدو أن فرص النجاح كبيرة للغاية. الجمهور ينتظر عودة Wolverine بعد غياب طويل، ووجود Deadpool يضيف عنصرًا من الجرأة والمرح يجعل التجربة جذابة لشريحة واسعة من الرجال خصوصًا محبي الأكشن. ومع توسع عالم مارفل وفتح الباب أمام قصص أكثر نضجًا، يبدو أن ضخ هذا الكم من الأموال هو جزء من استراتيجية أوسع تهدف إلى إعادة إشعال الحماس في قلوب المشاهدين وجذب قاعدة جماهيرية جديدة تبحث عن محتوى أقوى وأكثر إثارة. وفي حال حقق الفيلم نجاحًا يوازي توقعاته، فقد يغيّر قواعد الاستثمار في أفلام الأبطال الخارقين لسنوات قادمة.