قد يظن البعض أن الاهتمام بالصحة يتوقف على النظام الغذائي أو الرياضة فقط، لكن الأبحاث تكشف أن للعلاقات القريبة دوراً كبيراً في تعزيز صحة الرجل الجسدية والنفسية. اللقاء المنتظم مع الأصدقاء المقربين ليس مجرد ترف اجتماعي، بل عنصر أساسي للحفاظ على التوازن والسعادة على المدى الطويل.
دراسة أجراها الباحث روبن دنبار من جامعة أكسفورد أوضحت أن رفاهية الرجل ترتبط بعدد وجودة أقرب أصدقائه، مع كون الرقم المثالي هو خمسة أصدقاء مقربين. هذه الصداقات تمنح شعوراً بالدعم والأمان، وتعمل كشبكة حماية نفسية في مواجهة ضغوط الحياة. وجود أشخاص تثق بهم وتشاركهم تفاصيل يومك يمكن أن يحسن حالتك المزاجية ويزيد من طاقتك.
حتى في عصر الرسائل الفورية ووسائل التواصل الاجتماعي، تظل اللقاءات المباشرة أكثر تأثيراً في تقوية الروابط. اللقاء وجهاً لوجه يمنح فرصة للتفاعل العاطفي العميق، ويتيح لغة الجسد والتواصل البصري، ما يعزز الإحساس بالتقارب. الأنشطة المشتركة أثناء هذه اللقاءات، مثل ممارسة الرياضة أو تناول وجبة معاً، تحفز إفراز الإندورفين الذي يساعد على تخفيف التوتر.
تحليلات علمية موسعة بينت أن الروابط الاجتماعية القوية ترتبط بزيادة احتمالية البقاء على قيد الحياة بنسبة تصل إلى 50% على المدى الطويل. هذا يعني أن الأصدقاء ليسوا فقط جزءاً من حياتك اليومية، بل قد يكونون أحد أسرار طول العمر وجودته. الدعم النفسي والاجتماعي يقلل من آثار التوتر ويحافظ على صحة القلب والجهاز المناعي.
الطريقة العملية التي ينصح بها الباحثون هي الالتقاء مرتين في الأسبوع على الأقل مع أقرب أربعة أصدقاء. هذا يضمن الحفاظ على قوة الروابط، ويجعل الصداقات أكثر حيوية واستمرارية. يمكن أن تكون هذه اللقاءات بسيطة، مثل قهوة سريعة أو ممارسة هواية مشتركة، لكنها تحدث فرقاً كبيراً في بناء دائرة صلبة من العلاقات التي تدعمك في كل مراحل حياتك.