في عالم تتسابق فيه الدول لبناء ناطحات سحاب، وتتنافس الشركات على إطلاق أضخم اليخوت وأشهر الألعاب، جاءت طائرة B-2 لتكسر كل المقاييس. بسعر يصل إلى 2.1 مليار دولار، أصبحت هذه الطائرة الحربية أغلى من برج خليفة نفسه، ومن أكبر السفن السياحية، بل وتفوقت حتى على تكلفة تطوير ألعاب فيديو عملاقة. المقارنة مذهلة، لكن الحقيقة أوضح: في عالم الدفاع العسكري، الميزانيات لا تعرف حدوداً.
عند النظر إلى طائرة B-2، قد يصعب تصديق أن تكلفتها الواحدة تتجاوز تكلفة بناء برج خليفة، الذي بلغت ميزانيته 1.5 مليار دولار فقط. ليس هذا فحسب، فالسفينة العملاقة Icon of the Seas كلفت 1.9 مليار دولار، واستاد Allegiant الضخم في لاس فيغاس لم يتجاوز 1.9 مليار. حتى لعبة GTA 6، رغم كونها واحدة من أغلى مشاريع الألعاب، لم تتخطَّ حاجز الـ2 مليار.
السبب لا يعود فقط إلى التصميم أو المواد المستخدمة، بل إلى التكنولوجيا المعقدة التي تجعل هذه الطائرة غير مرئية للرادارات، إلى جانب أنظمة التوجيه والتحكم الفائقة التطور. تصنيع B-2 لا يتم على نطاق واسع، بل بشكل محدود جدًا، مما يزيد من التكلفة الفردية بشكل كبير. ببساطة، كل قطعة فيها تعني سنوات من البحث والتطوير السري.
حين تتفوق طائرة واحدة في سعرها على أكثر المباني فخامة وأكبر السفن السياحية وأكثر الألعاب تطورًا، فهذا يسلط الضوء على أولوية الأمن العسكري في ميزانيات الدول الكبرى. الاستثمار في مشروع مثل B-2 لا يُقاس بقيمته التجارية، بل بقوته الاستراتيجية، وهذه هي المعادلة التي تحكم عالم القوى العظمى.
المقارنة هنا ليست فقط للتسلية، بل تفتح الأعين على شكل آخر من أشكال الاستثمار، حيث تُصرف المليارات على قطعة واحدة لا تُشاهد إلا في السماء، وربما لا تُستخدم إلا نادراً. ومع ذلك، فإن قيمتها الحقيقية تكمن في الردع، في القوة الخفية، وفي الرسالة التي ترسلها قبل أن تطلق أي صاروخ.