اللحظة التي تصل فيها إلى الفندق ليست تقليدية. رجال الاستقبال بقبعات رياضية حمراء، مدخل يخفي نفسه خلف جدران تاريخية، وحراسة صارمة لا تسمح بالدخول إلا للحاجزين مسبقًا. الشعور العام؟ خصوصية كاملة، كأنك تدخل نادٍ خاص لا يراه أحد. ردهة الاستقبال تجمع بين رخام كارارا الأسود، شلالات ضوئية متحركة، وبيانو أحمر منفرد يضيف لمسة جمالية غير متوقعة.

تحويل قصر تاريخي يعود للقرن السادس عشر إلى فندق عصري لم يكن مهمة بسيطة. استغرق المشروع 12 عامًا بسبب الاكتشافات الأثرية والتحديات الإنشائية. أراد ألفريدو روميو أن يدمج الماضي بالحاضر، واستعان بالراحلة زها حديد لتوقيع التصميم الداخلي، بينما أصر على إدخال لمسات مثل خشب الإيبوني الداكن. النتيجة؟ فندق يروي قصة معمارية فريدة تحمل توقيعين لا يُشبهان غيرهما.

الغرف وعددها 74 بين أجنحة فاخرة ومساحات سكنية بدرجات مختلفة، تدمج الخطوط المستقبلية بانحناءات ناعمة مع لوحات جدارية عمرها قرون. الطراز الداخلي يشعر الزائر وكأنه على متن يخت فاخر، حيث يتداخل الجدار مع السقف والأرضية بسلاسة. حتى التلفاز يختفي داخل مرآة، والمدفأة تُدار بالريموت، والأدراج مخفية داخل الخشب اللامع. التوازن بين فن النهضة وروح زها حديد واضح بشدة في الطابق النبيل، حيث تتعايش الزخارف التاريخية مع عناصر الحداثة الجريئة.

المطعم الرئيسي يحمل توقيع الشيف العالمي Alain Ducasse، ويُقدم قائمة إيطالية راقية بأسلوبه الخاص. سواء اخترت القائمة المكونة من ست أو ثماني أطباق، ستجد كل طبق محسوبًا بدقة، من الاستاكوزا الزرقاء إلى مرق الخرشوف المجفف. الفطور يُقدم في نفس المكان، بدون بوفيه، بل أطباق مختارة بعناية من صنع يديه، حتى الشوكولاتة مصدرها محل الشوكولاتة الخاص به في باريس. وعلى السطح، بار "La Terrazza Krug" يقدم كوكتيلات شامبانيا تطل على أفق روما الساحر.

الفندق يتمركز على شارع Via di Ripetta الأنيق، على بعد خطوات من ساحة Piazza del Popolo، وعلى مسافة مشي قصيرة من ساحة Piazza di Spagna. هذه المنطقة تعتبر من أرقى مناطق روما، وتمزج بين الطابع التاريخي والرفاهية الحديثة. التجول فيها وحده تجربة ممتعة، خاصة لعشاق التسوق والفن والهندسة المعمارية.

رغم أن التصميم مبهر، لم يغفل القائمون على Romeo Roma عن الجانب البيئي. تم استخدام مواد طبيعية، واعتمدوا نهجًا يركز على تقليل النفايات وإعادة التدوير دون التأثير على الراحة. أما الخدمة، فهي حاضرة ومهذبة لكن بدون تصنع، ما يخلق جوًا من الألفة والخصوصية في آنٍ معًا.