تقترب أجواء كأس العالم 2026 بخطى سريعة، ومعها بدأت ملامح الحماس تتجلى في التفاصيل الصغيرة مثل القمصان الرسمية التي ستظهر بها المنتخبات الكبرى. أديداس كشفت مؤخرًا عن مجموعتها الجديدة من القمصان الأساسية (Home Kits) التي سترافق 22 منتخبًا في البطولة التي تستضيفها الولايات المتحدة وكندا والمكسيك. بين الألوان الكلاسيكية واللمسات العصرية، قدّمت العلامة الألمانية مزيجًا يعبّر عن هوية كل منتخب بروح متجددة تعكس طموحاته في المونديال المقبل.
يُعد قميص منتخب المكسيك من أبرز تصاميم أديداس لهذا العام، إذ يجمع بين الأناقة والرمزية الثقافية في آنٍ واحد. استوحى المصممون نقوشه من حضارة الأزتيك الشهيرة، مع كتابة عبارة “SOMOS MÉXICO” على الظهر لتجسيد روح الوحدة والفخر الوطني. الألوان الخضراء الداكنة واللمسات الحمراء والبيضاء منحت القميص طابعًا قويًا يعبّر عن حماس الجمهور المكسيكي واستعدادهم لاستضافة الحدث الأكبر. هذا التصميم لم يكتفِ بالجمال البصري فحسب، بل استخدم خامات خفيفة ومتطورة تمنح اللاعبين راحة وحرية حركة على أرض الملعب.
حافظت أديداس على هوية المنتخب الأرجنتيني بإصدار يجمع بين البساطة والرمزية. القميص الجديد يحمل تدرجات الأزرق السماوي والأبيض المعروفة، لكنه يضم تفاصيل دقيقة تشير إلى البطولات الثلاث التي فاز بها الفريق عبر التاريخ. البساطة في الخطوط والألوان جعلت التصميم يبدو أكثر أناقة وهدوءًا، خصوصًا مع اقتراب نهاية حقبة ليونيل ميسي التي تحمل مشاعر خاصة لعشاق التانغو حول العالم. القميص الأرجنتيني الجديد يبدو وكأنه تحية للماضي ورسالة أمل لجيلٍ جديد من اللاعبين.
قميص ألمانيا الجديد أثار نقاشًا واسعًا بين عشاق الكرة، فبينما يرى البعض أنه يجسّد روح المنتخب الكلاسيكية، يعتبره آخرون بعيدًا عن الجرأة المعتادة في تصاميم “المانشافت”. استلهم التصميم بعض ملامحه من قمصان الثمانينات وبطولة 1990، لكن بألوان وتفاصيل حديثة تميل إلى الخطوط الزاوية. يُقال إن هذا القميص سيكون الأخير لألمانيا تحت علامة أديداس قبل الانتقال إلى شركة جديدة بعد البطولة، ما يجعله يحمل رمزية خاصة كوداع أنيق لتاريخ طويل من الشراكة بين العلامة والمنتخب.
اختارت أديداس الحفاظ على اللون الأزرق الكلاسيكي لمنتخب إيطاليا، مع بعض اللمسات التي تمزج بين الحداثة والتراث. القميص يتميز بتدرج لوني دقيق يضفي عليه طابعًا فنيًا أنيقًا، إلا أن بعض الجماهير رأت أنه يفتقر إلى الحماس الذي عُرفت به تصاميم الماضي. ومع ذلك، يظل القميص الإيطالي رمزًا للأناقة الهادئة التي تعكس شخصية المنتخب المتجذرة في تاريخه الكروي، خصوصًا بعد عودته بعلامة أديداس بعد سنوات طويلة مع شركات أخرى.
حرصت أديداس على منح المنتخبات العربية حضورًا مميزًا ضمن تشكيلتها، فجاءت تصاميم السعودية وقطر والإمارات والجزائر بروح تجمع بين الأصالة والحداثة. القميص السعودي اتسم باللون الأخضر العميق مع نقوش دقيقة مستوحاة من الطبيعة الصحراوية والنخيل، فيما حمل قميص قطر لمسات عنابية راقية تعبّر عن طابع الدولة المضيفة لنسخة 2022 السابقة. أما الإمارات والجزائر فظهرتا بتصاميم أنيقة متوازنة بين البساطة والألوان الوطنية، لتؤكد أن حضور العرب في المونديال القادم لن يقتصر على المشاركة، بل سيمتد إلى الأناقة على أرض الملعب.
بهذا الإصدار، أثبتت أديداس مجددًا أنها لا تصنع قمصانًا فحسب، بل تصنع قصصًا تُروى على أكتاف اللاعبين. كل قميص يروي جزءًا من هوية وطن، ويمنح المشجعين حول العالم فرصة لارتداء الفخر والانتماء بطريقة تجمع بين الجمال الرياضي والروح الوطنية.