بين أزقة مدينة أفينيون العتيقة، وتحت ظلال جدرانها التاريخية التي تعود للقرون الوسطى، تختبئ تجربة إقامة فريدة تجمع بين دفء المنزل وأناقة الفنادق الفاخرة. في منزل قديم يعود تاريخه إلى القرن الرابع عشر، عاش فيه أحد الكرادلة سابقاً، تجد كل ما تحتاجه لقضاء عطلة نهاية أسبوع متوازنة بين الاسترخاء التام والاكتشاف الثقافي، في قلب منطقة جنوب فرنسا النابضة بالتاريخ والجمال. هذه التجربة، التي تقدمها وجهة الإقامة Le Complot، لا تشبه أي مكان آخر.
يقع Le Complot وسط مدينة أفينيون، داخل أسوارها المصنفة ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو، مما يمنح الضيوف تجربة فريدة من نوعها. السير على الأقدام من محطة القطار إلى هذا الملاذ الهادئ يكفي لفصل الزائر عن صخب المدينة، فكل منعطف في الطريق يكشف عن زقاق حجري هادئ أو مبنى تاريخي يروي حكاية. ومع كل خطوة، تتراجع الضغوط اليومية تدريجياً، كأن المكان يعيد ضبط النفس قبل الدخول إليه. الموقع مثالي لمن يريد الجمع بين العزلة الراقية وسهولة الوصول إلى معالم أفينيون ومدن جنوب فرنسا مثل Arles وNîmes القريبتين.
من اللحظة الأولى، يرحب بك المضيف دوريان بابتسامة صادقة ومساعدة فورية، إذ يهتم شخصياً بحمل الحقائب وإرشاد الضيوف إلى الأجنحة العلوية. التصميم الداخلي للمكان يحتفي بتفاصيل معمارية قديمة مثل العوارض الخشبية المرتفعة والأسقف العالية، ويتناغم مع لمسات فنية حديثة يتم تجديدها باستمرار من قِبل القائمين على التصميم. الأعمال الفنية الموزعة في المكان ليست مجرد زينة، بل مختارة بعناية من معارض المدينة أو مستعارة من أرشيف البابوية، ما يعزز الشعور بالاتصال بروح أفينيون الفنية.
رغم طابع المكان التاريخي، إلا أن تفاصيل الراحة لا تغيب عنه: أردية ناعمة، نعال فندقية، وخدمة غرف تضاهي الفنادق الراقية. حتى السلحفاة الصغيرة "فيرجيل"، التي تتجول في الحديقة المشتركة، تضفي أجواء منزلية دافئة على الإقامة. ويمكن للضيوف حجز مرافق الاسترخاء المجاورة مثل الساونا، وغرفة البخار، والجاكوزي الخارجي، لتكتمل تجربة الاستجمام بعيداً عن التوتر. ولكن حتى بدون استخدام هذه المرافق، فإن مجرد الجلوس في الحديقة وسط الأشجار يكفي ليمنحك شعوراً بالسلام العميق.
كل جناح في Le Complot يحمل لمسة من التاريخ وروح من الأناقة. الجناح الرئيسي في الطابق العلوي يحتوي على نافذة علوية وسرير بين عوارض خشبية أصلية، بينما تضم الأجنحة الأخرى في الطابق النصفي تفاصيل فريدة مثل مكتبة صغيرة مخصصة للقراءة، وأبواب حديقة تطل على التراس. حتى الجدران لا تخلو من القصص، إذ ما زال أحد الشعارات القديمة من زمن تحول المبنى إلى بار فني قائماً، يحفز الزوار على "التآمر" والإبداع. إنها تجربة إقامة تجعلك تشعر وكأنك في فيلم كلاسيكي.
التراس مصمم ليمنح الخصوصية والاندماج في الوقت نفسه. يمكنك رؤية لمحات من الجدران القديمة خلف الأشجار دون أن تُسلب هدوءك. نسيم الصباح، وظلال الأشجار، وصمت المكان، يجعل الجلوس هناك أشبه بجلسة تأمل. ويزداد الصباح جمالاً حين يُقدَّم الإفطار في سلة تقليدية: خبز باجيت طازج، معجنات صغيرة، مربى، وفواكه. إنه مشهد يوقظ الحواس ويمنح بداية هادئة ليوم مليء بالاكتشاف.