إنّها تجربة غامرة، أشبه بمشهد سينمائي، جذورها نابعة من عالم الـ"كوتور".

وقد تخيّل يوهان غرييه المؤسِّس والرئيس التنفيذي لشركة Fuse Holding القابضة، "هانبوك" كمساحة تُطلق حوارًا بين الأزمنة، وفسحة تجلس فيه التقاليد والحداثة إلى الطاولة ذاتها، وتتحادث بلا كلمات.

وفي هذا الصدد، يقول غرييه: "تصوّرنا هانبوك كملاذٍ يلتقي فيه الماضي بالحاضر في حوارٍ هادئ، مكانٍ لا يقتصر فيه الإرث على تزيين المساحة، بل يتنفّس في كل تفصيل. نريد لزوّارنا أن يشعروا بالاحتضان… أن يختبروا الثقافة الكورية بطريقة شاعرية، صادقة، وذات بُعد إنساني."

تُشكّل هذه الفلسفة أساس كل جانب من جوانب تجربة الطعام في "هانبوك"، فالنكهات الكورية، القويّة والمحمّلة بالحكايات، تٌُحضّر بأساليب طهي معاصرة، ليتحوّل كل طبق إلى تعبير عن التوازن، بين النار والنعومة، والعمق والرقّة، والذاكرة والابتكار. إنّه المطبخ الكوري بعدسة حديثة، يُخاطب جمهورًا يُقدّر دقّة التفاصيل بقدر ما يهتمّ بعنصر الدهشة.

تتكشّف الرحلة بين حنايا "هانبوك" كأنّها معرض مُنتقى بعناية. يبدأ السرد من بار منحوت يرسم الملامح الأولى للحكاية، قبل أن يقود الضيوف عبر ممرّ غامض يغمره ضوءٌ خافت. ويكشف المطبخ المفتوح عن براعة الطهاة وحركتهم المنسّقة، فيما تبدو صالة الطعام، المتألّقة بثريا زهرية فخمة وأنسجة منسدلة كالشلّال، وكأنّها مُعلّقة بين الفنّ والجو.

لا يكتفي هذا المطعم بإبهار الضيوف، بل صُمّم ليلقى صدًى في قلبهم.

يُعدّ "هانبوك" أحدث ابتكارات مجموعة Fuse Holding، المعروفة بإعادة رسم ملامح تجارب الطعام الغامرة عبر مفاهيم مثل "كيوشي" في دبي و"إيزابيل مايفير" أبوظبي المرتقب افتتاحه قريبًا. غير أنّ هذا المشروع يحمل طابعًا دافئًا أكثر؛ فهو بمثابة تحيّة إلى الثقافة، ورسالة عشق تتغنّى بالحِرفية، وحوارٌ صامت بين التاريخ والعصر الحديث.

سيفتتح "هانبوك" أبوابه قريبًا، لكن حكايته بدأت بالفعل، منسوجة من الحرير والضوء والنكهة والإحساس. وفي مدينة تحتفي بالجرأة والطموح والجمال، يستعدّ "هانبوك" ليصبح معلمًا ثقافيًا جديدًا: راقيًا، نابضًا بالحضور، ومحمّلًا ببُعد إنساني.