أجريت تجربة فريدة على مجموعة من التوائم المتطابقين، حيث اتبع أحدهما نظامًا نباتيًا بالكامل، بينما اعتمد الآخر على نظام غذائي متوازن يشمل اللحوم. نتائج الدراسة أظهرت أن كلا النظامين ساعدا في خسارة الوزن، لكن النظام النباتي حقق تحسنًا ملحوظًا في صحة القلب من خلال تقليل مستويات الكوليسترول الضار.
مع ذلك، كان للنظام النباتي بعض التحديات، حيث وجد المشاركون صعوبة في اكتساب الكتلة العضلية بسبب نقص البروتين، كما واجهوا انخفاضًا في فيتامين B12، مما أدى إلى شعورهم برضا أقل عن نظامهم الغذائي. ورغم أهمية هذه النتائج، إلا أن حجم العينة الصغيرة ومدة الدراسة القصيرة تجعلها غير حاسمة تمامًا.
ليس كل من يتبع نظامًا غذائيًا يحتوي على اللحوم يعتمد على الأطعمة الغنية بالدهون المشبعة والمأكولات السريعة. فالنظام الشامل للبروتين و النبات يمكن أن يكون صحيًا عندما يشمل كميات معتدلة من اللحوم الخالية من الدهون، إلى جانب الخضروات، الحبوب الكاملة، والبقوليات.
النظام الغذائي المتوسطي يُعد مثالًا رائعًا على التوازن، حيث يعتمد على الأسماك، المكسرات، الزيوت الصحية، وتقليل استهلاك اللحوم الحمراء. هذا النهج الغذائي أثبت فوائده الكبيرة في تحسين صحة القلب وتقليل الكوليسترول وتعزيز الصحة العامة.
ليس كل نظام نباتي مفيدًا للصحة، فهناك العديد من الأطعمة النباتية المصنعة التي قد تفتقر إلى العناصر الغذائية المهمة. فمثلاً، البطاطس المقلية أو الحلويات الخالية من المنتجات الحيوانية لا تعني بالضرورة أنها خيارات غذائية صحية.
لذلك، يحتاج متبعو النظام النباتي إلى التركيز على الأطعمة الطبيعية مثل البقوليات، الحبوب الكاملة، الخضروات الورقية، والمكسرات لضمان توازن غذائي جيد. كما يجب الانتباه إلى مصادر البروتين النباتي لضمان تلبية احتياجات الجسم من الأحماض الأمينية الضرورية لبناء العضلات والحفاظ على الطاقة.
يوفر النظام الشامل للبروتين و النبات بروتينات عالية الجودة سهلة الامتصاص، بالإضافة إلى كميات جيدة من فيتامين B12، الزنك، وأحماض أوميغا 3، ولكنه قد يؤدي إلى زيادة استهلاك الدهون المشبعة والكوليسترول في حال عدم اختيار مصادر غذائية صحية.
أما النظام النباتي، فهو غني بالألياف والفيتامينات مثل A، C، E، إلى جانب المغنيسيوم والفولات، مما يجعله مفيدًا لصحة القلب وتقليل الالتهابات. ومع ذلك، قد يؤدي إلى نقص في بعض المغذيات الأساسية مثل فيتامين B12، فيتامين D، والزنك، ما يستدعي تناول مكملات غذائية لتعويض هذا النقص.
لا يوجد نظام غذائي واحد يناسب الجميع، فالاختيار يعتمد على نمط الحياة، الأهداف الصحية، ومدى القدرة على الالتزام به. بالنسبة للبعض، قد يكون النظام النباتي هو الأفضل للحفاظ على صحة القلب وفقدان الوزن، بينما يحتاج آخرون إلى تنوع أكبر في مصادر البروتين والعناصر الغذائية للحفاظ على كتلة عضلية قوية.
الحل الأمثل قد يكون في نظام غذائي متوازن يجمع بين فوائد الأطعمة النباتية مع تناول معتدل للبروتينات الحيوانية الصحية مثل الأسماك والدواجن. المهم هو التركيز على جودة الطعام بدلاً من تصنيف النظام الغذائي، لأن التوازن هو المفتاح الأساسي لصحة مستدامة على المدى الطويل.