مع بداية حرارة الصيف، تفتح سينما عقيل أبوابها هذا يونيو على مجموعة من الأفلام العالمية التي لا تكتفي بتقديم المتعة البصرية، بل تغوص عميقاً في قضايا الهوية، الذاكرة، النضال، والبقاء. هذا الموسم، تقدم السينما تجارب سينمائية قوية تلمس القلب وتثير الفكر، في مزيج يجمع بين الخيال العلمي، التوثيق السياسي، والقصص الإنسانية المؤثرة.
في عمله الجديد، يأخذ المخرج الكوري بونغ جون هو الخيال العلمي إلى مستوى جديد تماماً. تدور أحداث الفيلم حول إنسان "قابل للاستبدال" يتم إرساله إلى كوكب جليدي بهدف الاستعمار، وفي كل مرة يموت، يولد نسخة جديدة منه محملة بالذكريات. التجربة ليست فقط بصرية مدهشة، بل تتناول عمق الإنسان في مواجهة تكرار الموت، وفقدان الهوية، والبحث عن المعنى وسط تكرار الحياة.
في فيلمه العاطفي الجديد، يمزج المخرج الفرنسي كريستوف أونوري بين الواقع والخيال من خلال رحلة شخصية للنجمة كيارا ماستروياني التي تستحضر والدها الأسطوري. الفيلم هو ode ساحر لعلاقة الأب والابنة، حيث تتقمص كيارا هوية مارشيلو في محاولة لفهم ذاتها ومكانها في عالم السينما. الفيلم أنيق ومؤثر ويحمل طابعاً شاعرياً يجعل كل مشهد منه رسالة حب للسينما والروابط العائلية.
يأخذنا المخرج البرازيلي والتر ساليس إلى زمن مظلم في تاريخ بلاده، حين كانت الديكتاتورية العسكرية تسود في السبعينات. من خلال قصة أم تحاول استعادة حياتها بعد فقدان مأساوي، يرسم الفيلم ملامح الألم، القوة، والصمود وسط قمع الدولة. بأسلوب بصري متقن وسرد مشحون بالمشاعر، يمنح الفيلم صوتاً للأمهات اللواتي تحولن من ضحايا إلى رموز للنضال والصبر.
كجزء من سلسلة "ريل فلسطين"، يعرض هذا الفيلم واقع شابين فلسطينيين عالقين في شوارع أثينا، في محاولة للهروب من حياة مظلمة إلى مستقبل مجهول. الفيلم صُوّر بروح توثيقية مشحونة بالتوتر والصدق، ويمثل صرخة فنية ضد الحدود والأنظمة التي تترك أرواحاً في التيه. بحضوره في مهرجان كان، يرسخ الفيلم مكانته كواحد من أقوى الأعمال الإقليمية التي تستحق المشاهدة.